أيام قليلة تفصلنا عن موعد انطلاق الحصاد وجمع الصابة التي غابت عنها الاستعدادات وحضرت التهديدات ولعل الحرائق اهمها واخطرها حاليا فاين الهياكل المعنية ؟ تونس(الشروق) عاشت صابة الحبوب ايام عطلة عيد الفطر على وقع المأساة ، وتسببت الحرائق في اتلاف هكتارات وخسارة بالمليارات للفلاح بصفة خاصة والبلاد بصورة عامة حيث اتت على اكثر من 300هك في سليانة واكثر من 50 هك في الكاف وكادت تصل الى المنازل لولا تدخلات الاهالي والفلاحين لمعاضدة مجهود الحماية المدنية. ومعلوم ان الحرائق هي من اكثر الكوارث التي يمكن ان تحل بالصابة لان النيران سرعان ماتلتهم الهكتارات في دقائق ولان الفلاح لايحصل على اي تعويض عن الخسارة الفادحة التي تكبدها ، فكيف يمكن لاي فلاح ان يتحمل خسارة منتوج تعب لاجله سنة كاملة ودفع الكثير لكلفة تضاعفت فضلا عن التداين للبنوك ولشركات الادوية وكيف يمكنه ان يعيش ويستخلص ديونه ويعود لدورة الانتاج خلال السنة المقبلة.. هناك من يعتبر ان الحرائق التي اندلعت خلال عطلة العيد هي حرائق ناتجة عن سجائر المارة التي يلقون بها عن غير قصد بينما هناك مشتبه به في حرائق جامة بسليانة تم القاء القبض عليه في انتظار نتائج التحقيق وهنا لابد من التاكيد على حراسة الصابة وتوفير جميع الاستعدادات اللازمة لها. توصيات عاجلة لاحظنا غيابا لردود افعال رسمية ازاء الحرائق التي اندلعت خلال ايام العيد لكن في مستوى جهوي اجتمعت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بسليانة اول امس واوصت بتقريب الخدمات من خلال احداث عدد 2 نقاط لتجميع المعدات الثقيلة، النقطة الاولى بمقر الإدارة الجهوية للحماية المدنية بسليانة، والنقطة الثانية بالمركز الفرعي لللإدارة الجهوية للتجهيز ببوعرادة كما اوصت بدعوة جميع الفلاحين على إثر موجة الحرارة لأخذ الحيطة و الحذر بتقسيم الأراضي الفلاحية المزروعة إلى قطع صغيرة للحد من إنتشار الحرائق في حال إندلاعها و ضرورة مراقبة و صيانة آلات الحصاد و توفير قوارير الإطفاء بالإضافة إلى توفير جرارات مجهزة بمحاريث و صهاريج المياه أثناء عملية الحصاد كما دعت المواطنين و مستعملي الطريق المترجلين منهم و مستعملي السيارات إلى عدم إلقاء أعقاب السجائر بمحاذاة الأراضي الزراعية وقيّمت اللجنة الخسائر الناتجة عن الحرائق المتعددة التي طالت مختلف معتمديات الولاية و التي أسفرت عن خسائر مادية قدرت ب 2 مليارات وانتهى الإجتماع الى اتخاذ جملة من القرارات و النصائح لمختلف المتدخلين في القطاع الفلاحي و المواطنين أيضا أبرزها وجوب التنسيق بين الحماية المدنية و المندوبية الجهوية للفلاحة و إداراة التجهيز و توفير الإمكانيات المادية و البشرية اللازمة لإنجاح موسم الحصاد الذي من المنتظر ان ينطلق يوم 12 جوان الجاري. وسيم السلاوتي فلاح ومكثر بذور هؤلاء مسؤولون بين الحرائق واضراب المجامع عاشت الصابة ايام العيد وهي تهديدات تنضاف لسوء استعدادات الهياكل المعنية من فلاحة وتجهيز ونقل لجمع الصابة والمحافظة على كل حبة قمح هذا ماقاله وسيم السلاوتي فلاح ومكثر بذور وعضو بالشركة التعاونية للمشاتل والبذور الممتازة ل:»الشروق» مضيفا ان التأخير الذي حدث في مسح جوانب الطرقات ومسح المسالك الفلاحية يساهم في اندلاع الحرائق سواء من قبل المارة سيرا على السيارات او على الاقدام كما ان عدم تهيئة المسالك يؤدي الى صعوبة التنقل لجمع الصابة . واضاف ان وزارة التجهيز والسلط المحلية والجهوية تشكو من قدم المعدات والالات الماسحة وعدم توفرها بالاعدادالكافية واغلبها يحتاج الى التجديد في جهة الشمال كمنطقة حبوبية بامتياز وكان يفترض اتخاذ جميع الاجراءات قبل بداية الموسم لكن مالاحظناه ان الصابة لاتعني وزير الفلاحة سمير بالطيب الذي يتحدث عن صابة قياسية بينما لم يبذل جهدا للمحافظة عليها وحمايتها من التهديدات. واكد ان التهديدات التي تواجهها الصابة تدفع الفلاح الى بيعها باسعار غير مجزية لتعب اشهر طويلة من العمل لان صغار الفلاحين لايملكون جرارات والشاحنات التي تنقلها لاتقبل بالدخول في الاماكن الوعرة الا بشرط الشراء بسعر اقل وخلص الى القول بانه يجب تشديد الامن و المراقبة على السيارات التي يتناول اصحابها الكحول في الخلاء ثم يلقون بالسجائر في المحاصيل الزراعية ويجب فتح مخازن التجميع بتسوية الوضعية وتمكينهم من مطالبهم والارشاد الفلاحي مطالب بتوعية الفلاحين حول الاجراءات المزمع اتخاذها لتجنب الحرائق. وختم بان الصابة ليست للفلاح فقط بل للجميع ولابد من تظافر جميع الجهود لجمعها.