يتمّ اليوم وبصفة رسميّة الإعلان عن تحالف سياسي جديد بين حركة مشروع تونس وحزب نداء تونس(شق الحمامات)، تحالف من المرجّح أن ينطلق باندماج الكتلتين البرلمانيتين وتوافق حول المحطات الانتخابية المقبلة بقائمات تشريعيّة واحدة ومرشح رئاسي واحد، وقد ينتهي باندماج الحزبين وتكوين حزب سياسي جديد على غرار ما تمّ مؤخرا بين تحيا تونس والمبادرة الدستوريّة الديمقراطية. ما أقدم عليه مشروع تونس ونداء الحمامات على غاية من الأهميّة، ليس فقط لانّه يشكّل الاجابة المنطقية والوحيدة لواقع الانقسام الذي ضرب نداء تونس والتشتّت الذي يُلازم ما يسمى بالعائلة الوسطية الديمقراطيّة، بل لأنّه سيُسهم في توضيح جزء مهم من المشهد السياسي والحزبي وإزاحة قدر هام من الغموض والضبابيّة التي باتت تلفّه منذ أشهر وخاصة وضع اللبنة الأولى في مسار اعادة الروح ل»نداء تونس التاريخي» باعتبار أنّ المشروع ونداء الحمامات هما سليلا حزب النداء بل إنّ بعض القيادات فيهما هم من المؤسسين للنداء سنة 2012 على غرار محسن مرزوق وسلمى اللومي الرقيق. يكاد شعار التجميع ولمّ الشمل يفقد مشروعيّته، فالكثيرون يردّدونه، بمن فيهم رئيس الجمهورية الرئيس المؤسّس للنداء، ولكن يكاد الأمر يبقى في حدود الخطاب ودون فعل ميداني جاد، لذا تأتي الخطوة التي يقطعها المشروع ونداء الحمامات لتُعيد بعض الروح لذلك الشعار وتؤكّد أنّه بالإمكان تحقيق منجز إذا ما كانت هناك إرادة وعزم قوي. إنّ معالجة الأزمة السياسيّة التي تعيشها بلادنا تبقى ضرورة رهينة ترتيب المشهد الحزبي الذي يعرفُ حالة من الفوضى والعبث ولا يُمكن لذلك المطلب أن يتحقّق إلاّ بالانخراط في مشاريع جادّة لبناء كيانات قويّة وصلبة قادرة على المنافسة الانتخابية والتمهيد للأغلبيات البرلمانية المريحة القادرة على الحكم وإجراء التداول السلمي للسلطة بسلاسة دون تعقيدات، وتلك هي خاصيات أو مقتضيات العملية السياسية الديمقراطيّة. الأمل في أن تكون خطوة المشروع ونداء الحمامات جادّة وأن لا تكون محكومة باعتبارات مصلحيّة وظرفيّة طارئة، أي أن تتجاوز حروب الزعامة وصراعات التموقع والحسابات الانتخابية الى بناء حزب قوي قادر على الديمومة والاستمرارية وتأمين دور فاعل له مستقبلا في الحكم أو المعارضة.