تونس (الشروق) تجمع احتجاجي وطني ينفذه اليوم عمال الحضائر بساحة الحكومة بالقصبة تنديدا بعدم الاستجابة لمطالبهم و»الاستخفاف» بقضيتهم التي تعاقبت عليها مختلف الحكومات. ووسط انتقادات واسعة لما وصفوه بالتعامل السلبي للحكومة مع قضيتهم ولامبالاتها بحجم الغضب الذي يجتاحهم ، تتواصل اليوم احتجاجات عمال الحضائر بساحة القصبة لحث الحكومة على التسريع في فض الخلاف القائم والتعجيل بانتدابهم وفقا لتعهداتها السابقة وللاتفاق الحاصل في الغرض بينها وبين الاتحاد العام التونسي للشغل. ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي الذي يضم مختلف عمال الحضائر بكامل تراب الجمهورية ، عقب سلسلة من التحركات الميدانية التي خاضها المحتجون طيلة الفترة الأخيرة والتي انطلقت منذ ديسمبر المنقضي ، رفضا للسياسات «اللاعادلة» المعتمدة في التعامل مع ملفهم واحتجاجا على حجم التهميش المسلط عليهم وتنديدا «بالانقلاب «عن الاتفاق المبرم بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل بتاريخ 22 افريل 2011 والقاضي بإلغاء العمل بالمناولة بصفة رسمية في القطاع العام والقطع مع سياسة التشغيل الهش . وحذر ممثلو التنسيقيات الجهوية لعمال الحضائر خلال اجتماعهم أمس بمقر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، من التداعيات الخطيرة التي قد تنجر عن مواصلة تهميش قضيتهم والاستخفاف بمشاغل آلاف العمال ممن سئموا المماطلة والتسويف والوعود الكاذبة على حد تعبيرهم من مختلف الهياكل ذات العلاقة . وأكد ممثلو التنسيقيات الجهوية أنه لا تراجع عن مواصلة الاحتجاج الذي سيأخذ منحى تصعيديا الى حين الاستجابة لمطالب هذه الطبقة الضعيفة من العمال وإدماجهم صلب المؤسسات المشغلة لهم بعيدا عن سياسة ربح الوقت والتطمينات الزائفة التي خلقت أزمة ثقة بينهم وبين الحكومة. وشدد عمال الحضائر على تمسكهم بضرورة تطبيق العدالة الاجتماعية وتفعيل بنود الاتفاق المتعلق بالعمل اللائق والأجر اللائق ورفع الظلم والحيف الممارس عليهم منذ سنوات مطالبين بضرورة تفعيل بنود الاتفاق المبرم بين المركزية النقابية والحكومة في إطار اللجنة العليا للمفاوضات بتاريخ 28 ديسمبر 2018 والذي ينص على تمكين من يرغب في الخروج التطوعي من مبلغ مالي قيمته 14 ألف دينار وتمتيع من يتراوح عمره بين 55 سنة و60 سنة من منحة العائلات المعوزة ودفتر العلاج المجاني ومن يرغب من بين هؤلاء في الخروج التطوعي يتمتع بنسبة ٪50 من مجموع الاجور المتبقية (الى حدود ال60 سنة) وتسوية وضعيات باقي العمال على مراحل .