مع كلّ حدث كروي كبير يُطرح موضوع الإحتكار لحقوق البث التلفزي للمُباريات... وقد جاءت النهائيات الإفريقية المُرتقبة في مصر لتُعيد فتح النّقاشات في هذا الملف المُثير للجدل. «تَايم سبورت» تكسر الإحتكار نجحت القناة المصرية «تَايم سبورت» في كسر الإحتكار المفروض على نقل مُباريات ال»كان» التي ستنطق فعالياتها يوم غد بمشاركة 24 مُنتخبا. وقد شَكّل خبر بث مُنافسات كأس افريقيا على التلفزة المذكورة مفاجأة سارة بالنسبة إلى الملايين من المصريين المُتعلقين بالكرة والباحثين عن نصيب من الفرحة والمُتعة على هامش هذا العُرس القاري الذي تحتضنه مصر بين 21 جوان و19 جويلية. وأكدت القناة المذكورة أنها ستنقل مُباريات ال»كَان» على شبكتها الأرضية مع ضمان أعلى درجات الجودة خاصّة في ظل الإستعدادات الكبيرة التي قام بها المشرفون على إدارتها بالتَعاون مع الحكومة الحريصة على تأمين حق الشّعب في الفُرجة بأثمان معقولة. ومن المفروض أن تكون أسعار الإشتراكات في حدود 25 دولارا وذلك بعد أن كان المواطن «الغَلبان» يدفع ما لا يقل عن 200 دولار ليُشاهد المقابلات عبر القناة القطرية «البي .آن .سبور». هذا طبعا لمن استطاع سبيلا أمّا من «خَانته» الامكانات فإنه لا خيار أمامه سوى أن يحكم على نفسه ب»الحِرمان» أوأن «يُرابط» في المقاهي والفضاءات التجارية التي تَتوفّر فيها الأجهزة الناقلة للمقابلات. تغطية مُتميّزة من الواضح أن قناة «تايم سبورت» جهّزت نفسها على كل المستويات لتأمين تغطية مُتميّزة لمنافسات ال»كَان». وبالتوازي مع النقل المباشر للمباريات على التردّد الأرضي أكد المشرفون على هذه القناة أنهم اتّخذوا جميع الإحتياطات الضرورية لتفادي «التشويش». وقد عرض القائمون على القناة كلّ الايضاحات بشأن الطرق المُثلى لإستقبال البث الأرضي ومشاهدة المباريات بجودة عالية. ومن المُتوقع تأثيث البرمجة بألمع الوجوه الإعلامية والرياضية والتحكيمية مثل أحمد شوبير وحسن شحاتة وجمال الغندور. ضربة مُوجعة للقطريين تؤكد العديد من الوقائع أن نجاح «تايم سبورت» في كسر الإحتكار الذي تمارسه القناة القطرية يُشكّل ضربة مُوجعة ل «البي .آن .سبور» خاصة أن مبيعات الإشتراكات قد تشهد هبوطا حادّا قياسا بالفوارق الشاسعة في «التسعيرة» (وصلات «تايم سبور» تقدّر ب 25 دولارا مُقابل 200 دولار لإشتراك «البي .آن .سبور»). ولا ننسى طبعا ثقل السوق المصرية بالنظر إلى التعداد السكاني «الرّهيب» (قرابة 100 مليون نسمة) ويَتضاعف الطلب على مباريات ال»كان» في ظل تنظيمها في مصر. والطريف في الأمر أن المتابعين لهذا الملف على أرض الميدان يؤكدون بأن المقاهي نفسها تَتزاحم لإقتناء وصلات «تايم سبورت» بدل التعامل مع القناة القطرية وذلك ليس من باب السعي إلى فك الإحتكار وإنّما لغايات ربحية خاصّة أن الفوارق في «التسعيرة» واضحة ولا تقبل التَردّد. وقد يقول البعض إن النجاح المنتظر ل»تايم سبورت» ظرفي وسينتهي بنهاية كأس افريقيا لكن هذا لا يحجب أبدا «الإنتصار» الشّعبي والرمزي الذي ستحقّقه عملية كسر الإحتكار. ماذا عن تونس؟ لئن استطاعت مصر فرض كلمتها وتأمين حق «الفقراء» في مشاهدة لقاءات ال»كان» فإن تونس لم تقعد مكتوفة اليدين وحاولت بدورها «انتزاع» نَصيب من المُباريات. ومن المعلوم أن التلفزة التونسية تُمنّي النّفس بالحُصول على الضّوء الأخضر لنقل مقابلات منتخبنا الوطني على الشبكة الأرضية. وتُراهن القناة الوطنية على علاقات الجامعة التي اتّصلت فعلا بالإتّحاد القطري وطلبت منه دفع المشرفين على «البي .آن .سبور» للموافقة على تمكين الجمهور التونسي من متابعة مقابلات منتخب بلاده على قناته المحلية أوبثّ المباريات على القنوات المفتوحة كما حصل في تظاهرات رياضية سابقة. ومازالت التلفزة التونسية في انتظار الخبر السّار من «الدّوحة» القطرية ولو أن العديد من المعطيات تفيد بأن القناة «البنفسجية» ليست في أفضل حالاتها «النفسية» والمادية وهوما قد يُؤثّر بالسلب في المطلب التونسي. وتشير عدة أنباء إلى أن القناة القطرية تستعدّ لتسريح فيلق من الصُحفيين من ضِمنهم بعض التونسيين والمصريين وذلك لأسباب مالية بحتة. ومن الجيّد طبعا أن يظفر الشعب بلقاءات المنتخب على قناته الوطنية لكن تهمّنا أيضا «خُبزة» زملائنا الذين يؤمّنون قوت العشرات وربّما المئات من العائلات التونسية بالرواتب المُتحصّل عليها من القناة القطرية.