كشفت مصادر إعلامية أمريكية عن البنود الاقتصادية لما يعرف باسم صفقة القرن او النكبة الفلسطينية الجديدة و التي تستعد الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تمريرها خلال مؤتمر البحرين المزمع عقده يومي 25 و26 من شهر جوان الجاري، عبر صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر. واشنطن (وكالات) في كشف جديد لبعض جوانب ما يعرف ب "صفقة القرن" المريبة والمثيرة للجدل، قال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه أمس الاحد إن أول مرحلة من خطة ترامب للشرق الأوسط، تقترح استثمارات قدرها 50 مليار دولار بالأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان. وقال "كوشنر" في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إن الخطة ستوفر مليون فرصة عمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما ستقلل معدل البطالة الذي يبلغ نحو 30 % ، كما ستقلل معدل الفقر لديهم بمقدار النصف، إذا تم تنفيذها بشكل صحيح وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي". وأضاف "لقد راجعها عشرة من الاقتصاديين في أكثر من عشر دول، ونحن متحمسون للغاية لتقديمها ومشاركتها الآن مع الكثير من قادة الأعمال الرائدين، والكثير من المؤسسات الاستثمارية الرائدة، ثم أيضا الجمهور". وأكدت مصادر اعلامية امريكية أن صفقة القرن أو ما يسمى أيضاً خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط يبلغ حجم تمويلها 50 مليار دولار، ستدفع دول الخليج العربي القسم الأكبر منها. وتتضمن صفقة القرن بحسب مسؤولين ووثائق أمريكية، إقامة 179 مشروعاً للبنية الأساسية وقطاع الأعمال، بالإضافة إلى إقامة مشروعات اقتصادية ضخمة في شبه جزيرة سيناء المصرية حيث ستفيد الاستثمارات فيها الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة الذي يعتبر امتدادا ل سيناء المصرية جغرافياً. سينفق أكثر من الخمسين مليار دولار في الأراضي الفلسطينية لمساعدة اقتصادها على تجاوز تعثراتها على مدار عشر سنوات، فيما سيقسم باقي المبلغ بين الأردن ومصر ولبنان الذين يضمون أكبر جالية فلسطينية في العالم العربي، ويبدو أن الهدف من منحهم تلك الأموال لمقايضتهم بها على تجنيس الفلسطينيين لديهم. مليار دولار أخرى سترصد لبناء قطاع السياحة في الضفة وغزة، بينما سيتم بناء ممر لتنقل الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة يمر عبر الكيان الإسرائيلي، ويشمل الممر طريقاً سريعاً بالإضافة لمد سكك حديدية. ووفق المسؤولين الأمريكيين والوثائق المسربة فإن دول الخليج العربي ستتحمل الجانب الأكبر من تمويل صفقة القرن بالإضافة لمستثمري القطاع الخاص بينما لم تكشف الولاياتالمتحدة عن المبالغ التي رصدتها لتمويل الصفقة وسط معلومات تقول إنها لن تدفع فلساً واحداً بينما ستتولى الدول الخليجية عملية التمويل بشكل كامل. وتشمل الصفقة بحسب التسريبات الإعلامية تأسيس صندوق استثمار جديد يديره مصرف التنمية متعدد الأطراف، وسيتدخل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإنشاء هذا المصرف. وأعطيت للفلسطينيين حوافز كثيرة لتمرير الصفقة وضمان أخذ موافقتهم عليها، حيث سيحصلون بحسب التسريبات على حوافز اقتصادية تساعدهم على رؤية مستقبل مزدهر لهم في حال عادوا إلى طاولة التفاوض للتوصل إلى اتفاق سلام، ويبدو أن صواريخ المقاومة حققت هدفها فقامت الولاياتالمتحدة بالانتقال إلى الإغراءات المادية. ومن الاغراءات الأخرى للفلسطينيين هو حصولهم على مليون فرصة عمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، وستقلل صفقة القرن بحسب الوعود الأمريكية الفقر بين الفلسطينيين إلى النصف وستزيد من الناتج المحلي الفلسطيني مرتين. وخلص المسؤولون الأمريكيون إلى نتيجة أن صفقة القرن تماثل في بنودها خطة مارشال التي طرحتها الولاياتالمتحدة عام 1948 لإعادة إعمار أوروبا من الدمار الذي لحق بها جراء الحرب العالمية الثانية، بفارق أن الولاياتالمتحدة في صفقة القرن لن تتحمل التمويل الكامل للصفقة. وبحسب المصادر الإعلامية فإن ترامب سيضخ استثماراً كبيراً في صفقة القرن بشرط توفر آليات حوكمة جيدة، دون تحديد المبلغ الذي سيساهم به. ورغم أن التسريبات لم تذكر شيئاً عن ضياع الحق الفلسطيني بالمطالبة بفلسطين المحتلة، إلا أن محللين يؤكدون أن صفقة القرن ستحرم الفلسطينيين من حق العودة مقابل منحهم أجزاء من الأردن ومصر لبناء دولتهم الخاصة وإبقاء إسرائيل كدولة محتلة لبلدهم. وتحاول أمريكا حل القضية الفلسطينية عبر إقامة تلك الدولة المزعومة شرط أن تقوم بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة وأجزاء من سيناء المصرية، وسبق أن تم تهديد الجهات الرافضة للصفقة بفرض عقوبات عليهم سواء من جهة إسرائيل أو الفلسطينيين أو الدول العربية. ووصف نشطاء فلسطينيون خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً باسم «صفقة القرن» بأنها «نكبة جديدة بأياد عربية»، في إشارة إلى تأييد بعض الدول العربية لها والسعي للضغط على الفلسطينيين من أجل تمريرها وتمويلها.