كان الحضور الجماهيري هو السمة المميزة والأبرز لنهائيات كأس الأمم الافريقية عبر التاريخ فالمتابعون للكان كانوا يستمتعون دائما بالرقصات الافريقية الشهيرة والأهازيج التي كانت تملأ المدرجات وتعطي البطولة مذاقا خاصا. وفوجئ المتابعون للكان أن المدرجات أصبحت شبه خالية بعد لقاء مصر وزيمبابوي في افتتاح ال"كان" الذي شهد حضور السعة الكاملة لملعب القاهرة بتواجد 75 ألف مشجع. وكان المشهد في اليوم الثاني للبطولة لافتا بغياب الجماهير بشكل واضح سواء في مباراة الكونغو الديمقراطية وأوغندا في ملعب القاهرة والذي لم يتجاوز ألفي مشجع كما أن الجماهير النيجيرية غابت عن مساندة النسور الخضراء بشكل غريب في أول لقاء ضد بوروندي بملعب الإسكندرية وشهد لقاء مدغشقر وغينيا في نفس الملعب الأمر نفسه. ولم يختلف الحال بالنسبة لمباراة السنغال وتنزانيا في المجموعة الثالثة ولكن المشهد اختلف في لقاء المغرب وناميبيا بملعب السلام في المجموعة الرابعة وأيضا لقاء الجزائر وكينيا في المجموعة الثالثة على ملعب الدفاع الجوي ومباراة تونس وانغولا في المجموعة الخامسة على ملعب السويس. وصنعت الجماهير العربية الاستثناء بحضور جيد في هذه المقابلات الثلاث، إلا أن صمت المدرجات أصبحت مشكلة حقيقة تحاصر الكان. تزايد التواجد العربي ينتظر المتابعون زيادة أعداد الحاضرين من الجماهير العربية خلال المباريات المقبلة خاصة مع دخول مرحلة المنافسة في النهائيات. وأكد نذير العرباوي سفير الجزائر في مصر أن الجماهير الجزائرية التي حضرت إلى القاهرة لدعم محاربي الصحراء قدمت نموذجا في التشجيع المثالي مبديا ثقته في تزايد الأعداد خلال المباراة المقبلة أمام السنغال وحضور الآلاف من المشجعين مع تقدم الخضر في الكان. ويبقى نفس الأمر مع جماهير تونس والمغرب وموريتانيا التي تتواجد أيضا لدعم منتخباتها مع قرب المسافة مع مصر بالمقارنة بباقي الدول المشاركة من القارة. ارتفاع أسعار التذاكر يرى البعض أن ارتفاع أسعار التذاكر يقف عقبة أمام حضور بعض الطلبة الذين يشكلون قواما كبيرا للجاليات الافريقية في مصر. وحددت اللجنة المنظمة سعر تذاكر مباريات المنتخبات الأخرى مقابل 100 جنيه مصري (أكثر من 5 دولار) ولكن الأمر لا يبدو مشجعا لإمكانيات بعض المشجعين الأفارقة. الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة المصري أكد أنه سيتم دراسة بعض الحلول لزيادة الحضور الجماهيري في المرحلة المقبلة وربما يتم الاستعانة بمراكز الشباب المصرية لدعم تواجد المشجعين.