يعيش المنتخب احتقانا كبيرا منذ التعادل أمام أنغولا لكن لا أحد قد يصدّق أن الأمور ستبلغ حدّ التشاجر بين اللاعبين مِثلما روّج إلى ذلك بعض «الفايسبوكيين». وفي ظل خطورة هذه الأنباء سارعت الجامعة إلى التكذيب مُعتبرة أن حكاية «الخنيفري» بين يوسف المساكني وزميله بسّام الصّرارفي اشاعة مُغرضة الهدف منها تعكير الأجواء في مُعسكر المنتخب الوطني في «العين السُّخنة». الصّراحة راحة لاشك في أن هذا التَكذيب الرسمي من شأنه أن يقتل هذه الإشاعة في مَهدها ويَحمي المنتخب من «قُنبلة» قد تُفرّق عناصره وتقضي على أحلامه في الكأس الافريقية. ونتمنّى في الوقت نفسه أن تكون الجامعة قد تعاملت مع هذا الموضوع بمِصداقية كبيرة وبمنأى عن التَضليل والتَعتيم. ونستشهد في هذا السّياق بما فَعله مسؤولو الفريق المصري على هَامش فضيحة التحرّش حيث اعترفوا بصفة علانية بتورّط اللاعبين وسارعوا بتسليط العقاب على عمرو وردة الذي ندم على فِعلته واعتذر من «العَالم» بأسره أملا في الصّفح عنه وإعادته إلى صفوف المنتخب. ويُحسب للأشقاء انتهاجهم للشفافية والجرأة في إدارة هذا الملف «المُحرج» ومن الواضح أن الطرف المصري يؤمن بأن مصلحة المنتخبات تَبقى فوق الجميع ولا تقبل المُزايدات بغضّ النظر عن نوعية التجاوزات وأسماء اللاعبين المُتورّطين. ونُذكّر في السياق نفسه بأن الحقائق المتعلّقة بمِثل هذه التجاوزات لا يمكن «التستّر» عليها ولابدّ أن تخرج للعلن عاجلا أم آجلا ويكفي أن نستحضر الشهادات الصّادمة لحمدي الحرباوي وعادل الشاذلي عن التجاوزات التي شهدتها بعض تربّصات منتخبنا الوطني. تحويرات بَعيدا عن الجدل الدائر حول «حكاية» المساكني والصّرارفي، يستعدّ الإطار الفني للمنتخب بقيادة «ألان جيراس» إلى إجراء جُملة من التعديلات على مستوى التشكيلة ومواقع اللاعبين. ومن الواضح أن مدربنا الوطني كان صريحا مع نفسه واقتنع بأن الخيارات التي اعتمدها في لقاء أنغولا اتّسمت بالفوضى وافتقرت إلى النجاعة. التحويرات قد تشمل الجهة اليمنى التي يفرض المنطق أن يقودها كشريدة لا البدوي وقد يضخّ «جيراس» دماءً جديدة في تشكيلته من خلال الاستفادة من خدمات بعض العناصر التي اكتفت بالجلوس على بنك الإحتياط في لقاء أنغولا مثل بن محمّد والخنيسي وشوّاط والصّرارفي... دور المشرفين على المتابعة والتقييم أثناء مباراة أنغولا، مرّ منتخبنا بجانب الحدث بسبب «التكتيك» العَقيم للفرنسي «جيراس» فضلا عن المردود المُحتشم للاعبين بداية بالحارس فاروق بن مصطفى وُصولا إلى وهبي الخزري ويوسف المساكني. لكن هُناك نقطة أخرى ساهمت في تلك الانطلاقة المتعثّرة وهي عدم الإطلاع بالشكل المطلوب على الامكانات الحقيقية للأنغوليين. وهذه المَهمّة من مشمولات السيّد مبارك الزطّال الذي من المفروض أن يُقدّم للمدرب أدق الإحصائيات عن كل العناصر الأساسية وحتى البديلة للفريق الخصم وهو ما يساعد «جيراس» في تحديد التشكيلة الأمثل والخطّة الأفضل لتحقيق النجاح... والأمل كلّه أن يكون الفريق المُكلّف بالمتابعة والتَقييم قد اتّعظ من درس أنغولا وأعدّ التقارير اللاّزمة عن مالي. ومن المعروف أن الجمعيات والمنتخبات التونسية استفادت كثيرا من المختصين في مجال المتابعة والتقييم ويمكن أن نستحضر في هذا السياق رضا الجدي وعثمان النجار... هذه الأعذار مرفوضة تزايد الحديث في صفوف لاعبي ومدربي المنتخب عن العوائق التي قد تعترض المنتخب على غرار المشاكل المتعلّقة بالكرة المَعتمدة في ال»كان» وارتفاع درجات الحرارة في مصر (حوالي 40 درجة). والحقيقة أن هذه الأعذار غير مقبولة كما أن المنتخبات المشاركة تلعب في الظروف نفسها. ومن الضروري أن تضع بعثتنا هذه الحُجج الواهية جانبا وتعمل على تحقيق الإنتصارات بغضّ النظر عن العراقيل المُتحدّث عنها. عين على مالي عانت الكرة المالية الأمرين جراء تهديدات «الفِيفا» على خلفية التدخلات الحكومية في الشأن الكروي في «باماكو» وهو ما يَتعارض مع اللّوائح الدولية. وكانت مالي قاب قوسين أوأدنى من الإقصاء من كأس افريقيا ولم تتأكد مشاركتها إلاّ في اللّحظات الأخيرة. وقد أثّرت هذه المشاكل في أجواء المنتخب المالي بقيادة ابن الدار «محمّد ماغسوبا» العارف ب»ألان جيراس» بحكم أن مدربنا الوطني كان قد درّب الماليين في وقت سابق وكان «ماغسوبا» ضِمن الإدارة الفنية الموسّعة للفريق المالي. ومن الواضح أن الصعوبات التي عاشتها مالي انعكست بصفة آلية على قائمة ال»كان» حيث لا يوجد في لائحة «ماغسوبا» سوى عنصرين محليين وهما «ديارا» (حارس الملعب المالي) و»كايتا» (حارس دجوليبا). ويراهن الفريق المالي في المُقابل على 21 مُحترفا ينشطون في أنقلترا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والبرتغال كما هو شأن المهاجم «موسى ماريغا» المعروف في الشارع التونسي بما أنه مرّ من حديقة الترجي. الجدير بالذِّكر أن مالي لم تنجح أبدا في الوصول إلى المونديال كما أنها لم تحصل على كأس افريقيا رغم الكمّ الهائل من المواهب التي تخرّجت منها. وقد اكتفت مالي ببلوغ النهائي الإفريقي في 1972 وحصدت الميدالية البرونزية في 2013 وحقّقت المكسب نفسه في 2012 بقيادة مدربنا الحالي «ألان جيراس». السخيري خلال الندوة الصحفية «اجتمعنا فيما بيننا وعاقدون العزم على التدارك» اوضح اللاعب الياس السخيري خلال الندوة الصحفية التي انعقدت صباح امس أن « الاجتماع الذي عقده اللاعبون بعد لقاء انغولا تم الاتفاق خلاله على تقديم وجه مشرف والحرص على تجاوز السلبيات». واضاف السخيري « ندرك جيدا نقاط قوة المنافس ومنتخب مالي محترم الامكانيات يتكون من لاعبين محترفين ولكن سنحاول اللعب على نقاط قوتنا ولهذا فان هناك وعي شديد بقيمة المباراة .