بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من التحضيرات يبدأ المنتخب الوطني اليوم المُنافسات الإفريقية بمواجهة أنغولا في ملعب السويس بداية من السادسة مساءً بتوقيت تونس. وكان منتخبنا قد بدأ الإستعدادات في مطلع جوان وقد أجرى ثلاث وديات أمام العراق وكرواتيا وبورندي وانتهت جميع تلك الإحتبارات بفوز المنتخب. ارتياح أعلنت ال»كَاف» عن تعيين الأثيوبي «باملاك تيسيما» لإدارة مباراة تونسوأنغولا وقد خلّف هذا القرار إرتياحا واضحا في صفوف بعثتنا إلى مصر. ومن المعروف أن «باملاك» يُعتبر «أعدل» وأفضل الحكام في برّ افريقيا وهو ما جعل كلّ الجهات تتلقّى خَبر قيادته للقاء بعين الرضا. ومن المُؤكد أن كنفدرالية الملغاشي أحمد أحمد ولجنتها التحكيمية أدركت أن «بَاملاك» هو الأنفع والأنسب لقيادة مباراة اليوم خاصّة أن العلاقات بين الطرف التونسي وال»كاف» لن تحتمل المزيد من التوتّرات بعد فضيحة نهائي «الشومبيانزليغ» بين الترجي والوداد. ومن الواضح أن ال»كاف» اختارت «باملاك» دون سواه تفاديا لمشاكل جديدة مع تونس التي تريد أن تأخذ اليوم حقها دون زيادة ولا نُقصان. وهذا الأمر قد لا يضمنه سوى «باملاك» الحكم المتألق والإنسان الرائع (بدليل تلك الدموع التي ذرفها على هامش الإصابة الخطيرة التي تعرّض حارس «حُوريا» الغيني في مواجهته للوداد). تشكيلة «جيراس» اجتهد «جيراس» قدر المستطاع ليخفي بعض «أوراقه» مُتّبعا في ذلك سياسة «الويكلو» (ولوأنّ هذا الإجراء أصبح تقليدا بين مدربي المنتخب وقد عشنا الأمر نفسه مع معلول والبنزرتي). وفي انتظار أن يكشف «جيراس» عن تشكيلته الرسمية تؤكد المعلومات القادمة من معسكر الفريق الوطني في منتجع «العين السّخنة» أن مدرب المنتخب قد يعتمد على الأسماء التالية للإطاحة بأنغولا: بن مصطفى – مرياح – برون – كشريدة – بن محمّد – السخيري – الشعلالي – المساكني – السليتي – الخزري – الخنيسي. ويملك «جيراس» أوراقا أخرى قد يراهن على بعضها منذ البداية أوأثناء اللّعب كما هو شأن البدوي والحدادي وساسي والبدري وشوّاط والصّرارفي... السفير يساند شهدت تحضيرات المنتخب حضور السفير التونسي في مصر نجيب منيف الذي حرص على تشجيع «النسور» استعدادا لمواجهة أنغولا. ولاشك في أن هذه المساندة الدبلوماسية هي من صميم واجبات سعادة السفير المطالب أيضا بتقديم جميع التسهيلات للأحباء المُتوافدين على السويس لدفع المنتخب نحو الإنتصار تلو الآخر في المواجهات التي ستضعنا أمام أنغولا ومالي وموريتانيا في 24 و28 جوان و2 جويلية. مؤشر جيّد من المُنتظر أن يدخل المنتخب ال»كان» بصفر إصابات وهذا مؤشر جيّد بحكم أن المدرب يحتاج إلى كل عناصره حتى تكون الخيارات واسعة. ويُحسب للمشرفين على الجانبين الطبي والبدني النجاح في تجهيز جميع العناصر الدولية التي تعرّضت إلى إصابات أواشتكت من بعض الأوجاع ويأتي في صدارة هؤلاء الفرجاني ساسي وأيمن بن محمّد. والأمل كلّه أن تبقى صحة لاعبينا عَال العَال على امتداد المغامرة القارية والتي نتمنّى أن تكون نهايتها سعيدة على كل المُستويات. تضحيات الجمهور تأكد كما هو معلوم إجراء مباراة تونسوأنغولا أمام شبابيك مُغلقة ومن الواضح أن منتخبنا سيحظى بدعم كبير من جماهيره التي ضحّت بالغالي والنفيس لتبلغ أرض السويس. ومن واجب اللاعبين أن يبذلوا قصارى جهدهم للتألق في النهائيات الإفريقية وإسعاد الجماهير التونسية التي تنتظر «التَعويضات» على مهزلة المونديال الروسي بقيادة نبيل معلول المُساهم في ترشحنا إلى ال»كان» مِثله مِثل البنزرتي الذي يُمكن القول إنه ساهم بنسبة 75 بالمائة في التأهل بفضل الإنتصارات الثلاثة أمام سوازيلاند والنيجر (ونَذكر هذه الأشياء للتاريخ).