إنّ مجرّد طرح السّؤال خاطئ بالأساس. لسنا مضطرّين للاختيار بين حليب البقر وغذاء آخر لأنّ ذلك يعني أنّنا لم نتخلّص من الفكرة الرّائجة حول ضرورة شرب حليب البقر. فهناك أنواع عديدة من الحليب النباتي أجدى وأنفع كحليب الصويا وحليب الأرز وحليب اللّوز وغيرها كما أنّه في الخضر والغلال والبقول والطحالب ما يغنينا عن حليب البقر ومشتقاته. نشير في الأخير إلى مضار الرّضّاعات الصناعيّة خصوصا منها المتكوّنة من الموادّ البلاستيكيّة التي تتسبّب في أضرار صحّيّة. كيف يقع إعداد الحليب الاصطناعي الخاص بالرضع؟ هو حليب متأتي من حليب البقر ويعمد المصنعون على تغيير مكوناته كي يتقارب مع حليب الأم. نذكر في هذا المجال حليب الفترة الأولي وحليب الفترة الثانية: Laits en poudre 1er et 2e âge في فترة أولى تنزع من الحليب القشدة lait écrémé ثم تقع بسترته ثم تحليله (يضاف له الماء) ثم تضاف لكل ذلك بروتينات ومادة اللكتوز أو الغليغوز وفيتامينات من نوع فيتامينات ب وج ود وواو وأملاح وحوامض أمينية. من جديد تقع بسترة الحليب وتضاف له مواد دهنية ويقع تركيز المجموع وتجفيفه تحت ضغط من الهواء الساخن وفي درجة حرارة تبلغ 75 درجة. يمكن أيضا إضافة بعض الزيوت وخلايا بكتيرية نافعة وألياف ومواد أخرى. إذن هو حليب اصطناعي ومهما حاول المنتجون الحصول على حليب يتقارب مع حليب الأم فإنهم يعجزون عن ذلك وهذا بالأخص في ما يشمل المواد المدعمة لحصانة الرضيع. من ناحية أخرى ظهرت أخيرا أنواع جديدة من الحليب الاصطناعي المعد للأطفال والمعروف بحليب النمو Lait de Croissance خصوصا لما يعرف بالسن الثالث قد أضيفت له مواد ومعادن مثل الحديد ولكن بعض البحوث أكدت أن كثرة هذه المعادن تتسبب في ارتفاع الجذور الحرة وهي مواد مسرطنة كما أن المواد المعطرة Aromes والسكريات المضافة تهيئ الطفل إلى الميل لاستهلاك المواد المحلّية وبالتالي السمنة والأمراض الناتجة عنها. أخيرا بينت دراسة صادرة في جانفي 2014 قامت بها منظمة 60 مليون مستهلك وشملت 38 نوعا من الحليب الاصطناعي بما فيه حليب شركات دانون ونستلي ولكتال والحليب الاصطناعي الذي يباع في الصيدليات أنه قد وقع العثور على مادة الألمنيوم في 50 بالمائة من العينات وبدرجات عالية وهذا ناتج عن التعليب والرّفع. من المعلوم أن مادة الألمنيوم مضرة للجهاز العصبي وتتسبب في عديد الأمراض العصبية والنفسية كمرض ألزهايمر والارتعاش.