انتظر الجميع مباراة منتخبنا امام مالي من أجل ردّة فعل قوية من الاطار الفني لتصحيح اختياراته الفنية ومن اللاعبين لتقديم مردود ممتاز علّه يكون «صكّ الغفران» مع الجماهير التونسية التي أحست بالاحباط بعد التعادل امام انغولا، لكن يبدو ان الفرنسي ألان جيراس مغلوب على امره ولا يمكن ان تشفع له خبرته في الميادين كلاعب لتجعله مدرّبا كفءا وله شخصية قوية تفرض الاحترام وعدم التدخل في اختياراته. المنتخب قدّم مردودا ممتازا خاصة في الشوط الاول امام مالي ويبدو ان اللاعبين حاولوا اظهار رغبتهم في مصالحة الشعب التونسي رغم ان طريقة اللعب غابت عنها أي لمسة تكتيكية من الاطار الفني، وفي الشوط الثاني والذي يعتبره أهل الاختصاص شوط المدربين، ساد الاعتقاد ان جيراس العارف بأجواء المنتخب المالي (دربه مرتين) سيكون حاسما في اختياراته لكنه فشل مرة اخرى عندما غادر الخنيسي الذي اقلق كثيرا دفاع المنافس ودخل شواط وغادر البدري وعوضه المساكني الذي قيل انه يعاني من اصابة على مستوى الركبة. اما التغيير الذي افاض الكأس وأظهر للجميع ان هناك "مؤامرة" ضدّ بسام الصرارفي، هو اقحام ظهير ايسر مكان نعيم السليتي الذي كان من المفروض ان يدخل مكانه بسام الصرارفي الذي أظهر للجميع علو كعبه في التحضيرات والمباريات الودية لكنّه "مظلوم" في الرسميات سواء مع معلول في كأس العالم او مع جيراس في ال"كان".