إلى حدود الساعة الحادية عشرة، كان شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة مرادفا للأمان والاطمئنان وفجأة، علا دوي انفجار في مفترق يعج بالحركة...وعلى بعد كيلومترات من هناك، تاتي الاخبار بان رئيس الجمهورية نقل الى المستشفى العسكري بعد ازمة صحية يقال انها حادة ولكن...ماذا حدث خلال تلك الساعات التي سبقت التفجير الاول...؟ تونس الشروق: الحبيب الميساوي لم يمت الرئيس ولكن الصحافة التونسية برمتها تنعى خبر موت صحافييها.... ولم يفجر ذلك الإرهابي نفسه في شارع الحبيب بورقيبة ولا ذلك الاخر الذي تمزقت اشلاؤه امام ثكنة القرجاني فقط بل فجرت تونس مواهبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تحيين اخبار تزعم ان مصادرها موثوقة. ساعات مرت وشعب باسره، يريد الوصول الى الحقيقة. هل مات الرئيس' هل ما حصل تباعا منذ الثالثة صباحا هناك في جبل عرباطة من ولاية قفصة في محاولة لقطع الارسال الإذاعي والتلفزي من محطة تربط الجنوب التونسي برمته بالوطن له علاقة بتفجيري العاصمة؟ كان واضحا ان تلك المناورات التي حصلت في الاثناء تؤكد ان شيئا غامضا يدار بين صباح وعشية. قدمت اولبرايت الى تونس يوم 21 جوان الفارط الى تونس وعلى عكس ما اذعته بعض المواقع، لم تكن تلك الزيارة في إطار الترويج للإخوان المسلمين فقط بل لإقناع الرئيس الباجي قايد السبسي بالحضور في مؤتمر البحرين. وكان الرئيس قد أعرب صراحة عن موقف تونس من صفقة القرن منذ مؤتمر القمة العربية الطارئة المنعقدة في نهاية ماي الفارط بمكة. هل كان ذلك محدد في الاحداث التي حصلت في هذا الخميس الأسود الجديد؟ ومن الغباء عدم ربط هذا بذاك خاصة في ضوء نتائج استطلاعات الراي و التي تعكس غضب الشعب التونسي من سياسيي ما بعد 2011. هل كان رئيس الجمهورية مستهدفا؟ هل أراد من يقف وراء تلك الاحداث خلق حالة من الفراغات الدستورية و ترهيب الناس؟ كل المعطيات تؤكد ان رئيس الجمهورية لازال يعاني الى حدود يوم الخميس الفارط من اثار الازمة الصحية الأولى والتي تداولها الاعلام على انها نتيجة تسمم غذائي عادي. ولكن تعكر حالته فجأة، اثارت شكوك الأطباء و منهم الدكتور ذاكر الله لهيذب الذي كان اول من اتخذ قرار وضع رئيس الجمهورية في حالة تخدير تام الى حين فهم ما يعاني منه من مرض. وفعلا تم في حدود الساعة التاسعة صباحا، استعمال هذه التقنية الطبية لتأتي نتائج اول كشف بالة السكانار ان تكلسا في مستوى الدماغ ناتجا عن تعفن رئوي قد يكون وراء ما سمي « بالوعكة الحادة». تم نقل عينات من دم رئيس الجمهورية الى مخبر يقع في منطقة تونس الشمالية يقال انه يحتكم على تجهيزات دقيقة ومتطورة قبل ان يقرر الأطباء استشارة فريق طبي فرنسي الذي تولى تحليل نفس العينات و الحسم بان رئيس الجمهورية تعرض فعلا الى حالة تسمم عبر الغذاء. اول من تم اعلامه بهذا الخبر هو رئيس الحكومة، السيد يوسف الشاهد، الذي اتخذ قرارا حاسما بقضي باستدعاء مجلس وزاري مضيق. في الاثناء تم ابلاغ رئيس الحكومة بان تفجيرا إرهابيا اول حصل بشارع الحبيب بورقيبة قبل ان يتم إبلاغه بان مقرات فرقة مقاومة الإرهاب باالقرجاني تم استهدافها أيضا. بات مؤكدا ان من يقف وراء هذه المناورة أراد تشتيت الذهن الحكومي و لم يعد من المنطقي التكتم اكثر على الوضعية الصحية لرئيس الجمهورية لتسارع الرئاسة بالإعلان عن «"وعكة صحية حادة "تم نقل رئيس الجمهورية على اثرها الى المستشفى العسكري. تباعا كان على رئيس الحكومة اتخاذ مواقف حاسمة ومستعجلة لملء أي فراغ دستوري مرتقب وفي ذات الوقت طمأنة الشعب الذي لا فقط بات ضحية للإرباك الإرهابي بل وأيضا لوفاة مزعومة لرئيس الجمهورية. في نفس الوقت الذي كانت تحلق في سماء باريس الطائرة التي تنقل عينات من دم رئيس الجمهورية، كان على ذلك الطبيب التونسي اتخاذ قرار ينتظر بمقتضاه نتائج تحاليل المخبر الفرنسي. وفي نفس الوقت، كان على رئيس الحكومة اتخاذ موقف أكثر صعوبة فإما اعلان حالة الفراغ الدستوري واما انتظار راي الأطباء. تمت دعوة رئيس البرلمان للاجتماع بالكتل وبات واضحا ان هناك من يريد بيع جلد الدب قبل موته. تم وضع رئيس الحكومة تحت اختبار صعب فإما الرضوخ الى إرادة بعض الكتل واما التلويح بحرب أهلية. كان القرار شجاعا بالنزول الى شارع الحبيب بورقيبة وارسال وزير السياحة الى الخارج لطمأنة وكلاء الاسفار بان ما يحدث في تونس حادث عرضي. وتأتي الاخبار الأخرى من منطقة باب عليوة هناك حيث مقر المستشفى العسكري تقول بان حالة الرئيس الصحية مستقرة. هل تمّ إفشال محاولة الانقلاب؟