ببعض الاختصار والاختزال تقدّم هذه « الدائرة « للقارئ المبتدئ والباحث المتوسّع المعلومات الأساسية والمراجع الضرورية عن مختلف المواضيع والمجالات الممثّلة للحضارة التونسية عبر تطورها مرتّبة ألفبائيا، لغاية التسهيل والتقريب. وقد استثنينا المدائن التي خصصناها بعدّة مؤلفات متوّجة ب «موسوعة مدن تونس» مثلما استثنينا الأعلام الذين جمعناهم في « معلمة أعلام تونس» والألقاب التي وثّقناها في « الأصل والفصل / معجم ألقاب التونسيّين». وأردناها، في غير ذلك، جامعة - دون ادّعاء الإلمام الكلّي والشمول التّام - اقتناعا منّا بالجدوى العمليّة والإفادة السريعة على صورتها هذه، واعترافا بالعجز والتقصير لو رمنا الإحاطة بكلّ شيء، وهو أمر مستحيل مهما أوتينا من الوقت والجهد أفندي -تسمية تركية خاصة برجال الدين من الأتراك والحنفية، مثل رمضان أفندي، وهو أوّل خطيب بجامع يوسف داي وأوّل مدرّس بمدرسته وأوّل من أفتى بالمذهب الحنفي في تونس في العهد العثماني إلى وفاته في عهد يوسف داي، أي بين القرنين 16 و17 م . ومثله عبد الله أفندي، أصله من البوشناق، وهو فقيه وواعظ بجامع القصبة ومقرئ بالمدرسة الشمّاعية ومعاصر للدّاي أحمد شلبي . هرب من الوشاية إلى مكّة حيث توفّي. -البشروش (ت.): موسوعة، ص 59 – 60 ( عن ذيل البشائر لحسين خوجة) . باطان -جسر وسدّ لتشغيل دواليب مصنع الشاشيّة، في مرحلة من مراحل إنتاجها، على وادي مجردة قرب طبربة . أمر بإنشاء هذه المؤسسة يوسف داي سنة 1617 م مستعينا بخبرة أواخر الأندلسيين المهاجرين إلى تونس سنة 1609 م. عرضه 114 مترا حسب عرض الوادي، وبه 16 قوسا ذات أبواب خشبيّة كان يتحكّم بها في استغلال الطاقة المائيّة لغسل الصوف بعد غمسه في الزيت وقبل قرد شته وغزله. وبالمصاهرة تحوّلت ملكيّة الباطان من يوسف داي إلى مراد باي الثاني الذي حبّسه بدوره على ذرّيته في أواخر سنة 1670 م مع أحباس أخرى تتمثّل في فرن (كوشة) مجاور للباطان وهنشير بشوّاط وهنشير الصدفين بوادي الزرقاء ودار قرب الجامع الكبير بزغوان. البشروش (ت.) : موسوعة، ص 72 – 73 ؛ الحمروني (أ.) : المدوّنة الموريسكية التونسية، ص 21. بساتين رأس الطابية من منتزهات تونس في العهد الحفصي، كانت بها بساتين الأمراء، اما اليوم فقد شملها العمران وخاصة منه المبيت الجامعي وثكنات الجيش. وقد أشار برنشفيك إلى كلام الرحالة المصري عبد الباسط عن الوليمة التي دعاه إليها أحد كبار التجار الاندلسيين بحدائق رأس الطابية سنة 1462 م صحبة أعضاء الجالية الأندلسية الذين مازالوا مولعين بأطعمتهم التقليدية، ومنها المجبّنة BRUNSCHVIG (R.) : Deux récits de voyage inédits en Afrique du nord au XVe siècle.-Paris 1936, P.74-75. (يتبع)