حطّ المنتخب الوطني الرحال بمدينة الاسماعيلية ليلة الاربعاء بعد سفرة بالحافلة من السويس دامت ساعتين، واجرى عشية أمس أول حصة تمارين له بملعب الاسماعلية استعدادا لمباراة الاثنين القادم امام غانا في اطار ثمن النهائي بداية من الساعة الثامنة ليلا. متسع من الوقت لم ينف مساعدا جيراس، الكنزاري وبن بلقاسم تغلغل الشك في اللاعبين والاطار الطبي والاداري بعد المردود الباهت للمنتخب في اللقاءات الثلاثة غير ان الاطار الفني له من الوقت ما يكفيه لإعادة ترتيب البيت وهيكلة المجموعة (اربعة ايام في الاسماعيلية) قبل مواجهة غانا يوم الاثنين المقبل. والاكيد ان الاجواء "المسمومة" التي ظهرت على منتخبنا، رغم التكتم الشديد من قبل الجامعة وعزلها للاعلاميين بعيدا عن مقر الاقامة والتدريبات والكواليس، من شأنها ان تعطّل عمل الاطار الفني نسبيا الا اذا اراد اللاعبون قلب الموازين والعودة الى رشدهم والانتفاضة امام غانا لمصالحة الجماهير. انذار لجيراس على اثر المردود الباهت والترشح "بالاسعاف" للدور الثاني بعد ثلاثة تعادلات في مجموعة اقل ما يقال عنها انها في المتناول، تعالت اصوات الفنيين والجماهير التونسية مطالبة بالتحرك الفعلي والفوري للجامعة التونسية لكرة القدم والتسريع بإقالة جيراس قبل مواجهة غانا. فالمدرب الفرنسي اثبت مرارا انه بعيد كل البعد عن ابسط ابجديات التدريب وانه "غريب" على المجموعة التي اختارها بنفسه لتمثيل تونس في ال"كان"، وبان للعيان ان الفتور يميّز علاقته بمساعديه بل أكثر من ذلك أذ تشير عديد المصادر أن هناك انشقاق واضح داخل الاطار الفني للمنتخب وما هو مؤكد أن هذه الخلافات قد تعصف بالمدرب الأول ألان جيراس خاصة أن الجامعة قد منحت صلاحيات جديدة للمساعدين أي الكنزاري و بن بلقاسم . مجرد امتصاص للغضب لإطفاء غضب الجماهير عمدت الجامعة كعادتها في خطوة "مضحكة" الى انهاء مهام المعد الذهني الفرنسي دافيد مارسال بتعلة تجاوزه للمهام الموكولة اليه وتدخله في الامور الفنية اضافة الى عدم قيامه بالإعداد الذهني المطلوب. والاكيد ان رئيس الجامعة وهو الاقرب للإطار الفني ويلازمه في كل كبيرة وصغيرة، يدرك ان التدخل في مهام المدرب ليس من قبل المعد الذهني فقط لكنه جعله "كبش فداء" في مرحلة اولى ربما تمهّد للتخلي عن جيراس مستقبلا. فالفني الفرنسي يلازمه المعد الذهني اينما حلّ وانهاء مهام مساعده هو في الحقيقة "قرصة أذن" له شخصيا حتى يتدارك أمره بما ان بقاءه على رأس المنتخب لن يتواصل اذا فشل في تجاوز غانا الاثنين القادم. حادثة الصرارفي تكشف المستور كان تشريك لاعب نيس الفرنسي والمنتخب الوطني بسام الصرارفي كأساسي في اللقاء الثالث امام موريتانيا نتيجة للضغوط الجماهيرية التي استغربت غياب لاعب في مؤهلات ابن "البقلاوة" والافريقي سابقا عن اللقاءات الرسمية وهو الذي اعطى الكثير في المواجهات الودية. الصرارفي لم يكن ضمن اختيارات جيراس حتى الساعة الاخيرة قبل صافرة البداية لمباراة تونسوموريتانيا لكن في الاخير ظهر اساسيا وهو ما يفسّر اشارة بعض الفنيين وعلى رأسهم طارق ذياب الى تدخل رئيس الجامعة في الاختيارات الفنية بما ان فرض الصرارفي كان في وقت وجيز خوفا من ردّة فعل الجماهير التونسية. أسبقية غانية مواجهة منتخبنا الوطني وغانا الاثنين القادم في ثمن النهائي هي الثامنة في تاريخ مواجهات المنتخبين حيث كانت الغلبة لل"النجوم السوداء" في ستّ مواجهات فيما حسم التعادل مباراة وحيدة. منتخبنا الوطني لم يسبق له الفوز على غانا حيث التقيا في اول مباراة في "كان" 1963 وانتهى اللقاء بالتعادل الايجابي بهدف لكل منتخب اما المواجهة الثانية فكانت في 1965 وفازت خلالها غانا (3 – 1) والمواجهة الثالثة في 1978 وانتصرت غانا بهدف لصفر اما المواجهة الرابعة فكانت في 1982 وعاد فيها الانتصار لغانا بهدف نظيف ثم انتصرت غانا على تونس في "كان" 1996 بهدفين لهدف وفي 1998 بهدفين لصفر وآخر مواجهة كانت في "كان" الغابون 2012 حين انتصرت غانا بهدفين لهدف.