تونس (الشروق): تتفرّد مدينة قرطاج الشّهيرة بعُمقها الحضاري والتاريخي وبتعدُّد مواقعها ومعالمها وتنوّع مخزونها التراث المادي واللامادي التي تقترنُ مُتجمعة بأسطورة التأسيس وتوابعها الحُبلى بتنوّع محطّات البناء والازدهار والانتصارات والأطماع والهزائم التي تبرز شواهدها الشامخة على قرابة 407 هيكتارا. وقد توجّهت المجالس البلدية المتعاقبة لبلدية قرطاج على تسميّة شوارع وأنهج المنطقة البلدية بأسماء عظماء القادة ممّن أثرُوا في تاريخ قرطاج بقديمه وحديثه في دلالة على عظمة وقوّة وحكمة الروّاد ممّن عمروا الأرض بالأمجاد على غرار ديدون – حنبعل بقرطاج صلامبو – اغسطس - بيليزار – صوفونيبية وسيبتيم سفار بقرطاج حنبعل – داق هام شولد بقرطاج درمش – سيبيون بقرطاج محمد علي – سرسينا بقرطاج الياسمينة والفينيقيين بقرطاج بيرصا. هذا إضافة الى تسميّات تونسيّة ارتبطت بالتاريخ الوطني مثل شارع الزّعيم الحبيب بورقيبة وشارع الجمهوريّة بقرطاج حنبعل الذي يبدأ من محطة القطار وصُولا الى المدرجات المُوصلة لمياه البحر ومرورا بحي ماقون الأثري وقصر زروق الشهير الذي شيّد سنة 1866 من قبل الجنرال أحمد زروق. وتاريخيا أعلن في هذا القصر حق تونس في الحكم الذاتي من قبل رئيس الحكومة الفرنسيّة «بيار منداس فرانس» وتوقيع مجلّة الأحوال الشخصيّة في 13 أوت 1956 وإعلاء قيم الجمهوريّة في 25 جويليّة 1957 كنظام جمهوري يلغي النظام الملكي. وتسميته هذا الشارع له دلالاته ورمزيته التاريخيّة زمانا ومكانا من حيث التذكير بأهميّة الاستقلال الوطني وإزاحة المحتلّ ونظام البايات بفضل تضحيات الشعب التونسي والشهداء البررة وثبات المناضلين الأوائل على إسقاط العرش الحسيني. وفي هذه التسميّة أيضا التذكير بمفهوم الجمهوريّة كنظام سياسي له ابعاد سياديّة تضعها بين أيدي الشعب على طريق جُملة من الاشتراطات والثوابت التي تؤدي لاحترام الديمقراطيّة وحقوق الإنسان وغيرها من القيم الساميّة لفضائل الاستقلال والجمهوريّة معا التي ارتبطت بمدينة قرطاج كمنطقة سيادة منذ إعلان الجمهورية.