نظم أمس الاتحاد العام التونسي للشغل مسيرة حاشدة انطلقت من بطحاء محمد علي في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة رفضا للتطبيع ولكل المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية. و تحاول تمرير «صفقة القرن». تونس الشروق: لم تمنع موجة الحر الشديدة، مئات التونسيين من التظاهر امس ببطحاء محمد علي قبل خروجهم في مسيرة حاشدة بشارع الحبيب بورقيبة نصرة للقضية الفلسطينية و تنديدا «بالمؤامرة « التي تحاك ضدها ورفضا للتطبيع . حيث احتضنت ساحة محمد علي منذ الساعات الاولى وفودا غفيرة من المتظاهرين من مختلف الأسلاك والقطاعات رافعين شعارات عديدة مساندة للقضية الفلسطينية ومنددة ب»صفقة القرن» و التطبيع مع الكيان الصهيوني . وعبر المتظاهرون عن مساندتهم المطلقة و اللامشروطة للقضية الفلسطينية بوابة السلام في العالم والقضية الجوهرية للوجدان العربي و دعم الشعب الفلسطيني في محنته و الوقوف الى صفه لاسترجاع حقوقه الوطنية بما فيها حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس». شعارات «فلتسقط صفقة القرن وورشة البحرين»، و«الشعب يريد تجريم التطبيع» ، و«مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة»، و«العصابات التكفيرية عملاء الصهيونية» ،و»الإرهاب والكيان شركاء في العدوان»، و«حق العودة لن يضيع يا حكومة التطبيع» ، و«تونس تونس حره حره و الاٍرهاب على بره «و «تحترق تحترق صهيونية من ورق.. «هي بعض الشعارات التي رددها المتظاهرون بأصوات عالية كان النشيد الوطني يتخللها بين الحين و الآخر الى جانب بعض الأغاني الثورية التي تفاعل معها الحضور بالتصفيق و الهتاف . و أكد المتظاهرون ان التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة وطنية وقومية مجددين رفضهم كل أشكال التطبيع مهما كان غطاؤه الديني والأكاديمي والتربوي والرياضي والاقتصادي والسياسي واستعدادهم للتصدي لمن يمد يده للصهاينة ويعلن ولاءه . و قبل انطلاق المسيرة الى شارع الحبيب بورقيبة ألقى الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي كلمة امام حشد المتظاهرين أكد من خلالها على دعم المركزية النقابية للقضية الفلسطينية و رفضه ل»صفقة القرن» و»مؤتمر البحرين»، مشيرا الى أن الاتحاد كان و سيظل يناصر القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ليست للبيع على حد تعبيره . و توجه نور الدين الطبوبي بانتقاد لاذع الى بعض الأنظمة العربية التي تريد تمرير «صفقة القرن» و«التي لا يمكن لها ان تمر «مؤكدا انه طالما هناك إرادة فإن النضال مستمر والشعب التونسي سيبقى وفياً للشعب الفلسطيني وضد الأنظمة التي تريد تصفية القضية لافتا النظرالى ان الأموال الطائلة التي تصرف لقصف شعب اليمن و سوريا كان من الاجدى توظيفها في دعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الجوهرية للوجدان العربي. و لا يمكن تصفيتها عبر المؤتمرات الاقتصادية مثلما حدث في البحرين . وأوضح الأمين العام للمركزية النقابية ان الاتحاد الذي يُؤْمِن بقضايا التحرر و الانعتاق الاجتماعي و في مقدمتها بوابة السلام القضية الفلسطينية دائما في الموعد للدفاع عما تبقى من كرامة هذه الأمة العربية . وسيواصل تصديه لكل محاولات تمرير مواقف التطبيع في تونس وكل من يحاول التّشريع له لأهداف انتخابية». المفاوضات الاجتماعية اما بخصوص المفاوضات الاجتماعية في الوظيفة العمومية فقد أكد أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل أن جلسة مرتقبة ستعقد موفى الأسبوع الجاري (يوم الخميس او الجمعة) بين المركزية النقابية والحكومة بطلب منها معربا عن أمله في ان يكون هذا الموعد نهائيا دون المماطلة فيه . وشدد الطبوبي على ضرورة الاسراع في حل هذا الملف و الانصراف نحو العمل و رسم الخيارات المستقبلية التي تهم الشعب التونسي من اجل صناعة الأمل لابناء هذا الوطن مؤكدا ان تونس اليوم في حاجة الى تنقية المناخ الاجتماعي. و لا تحتمل المزيد من التوترات.