ظهر منتخبنا الوطني بوجه مغاير في اولى لقاءاته الاقصائية وتمكن من كسر عقدة غانا بعد الفوز على منتخب «النجوم السوداء» وبلوغ ربع النهائي، ليضرب موعدا مع المنتخب الملغاشي غدا الخميس في ربع النهائي. التطوّر على مستوى الأداء الجماعي والروح العالية التي ظهر بها منتخبنا كانت العامل الاساسي في نجاحه وهو ما اثنى عليه كل الفنيين والمتابعين اللذين اعتبروا ان «القليّب» واصرار اللاعبين على ردّ الفعل بعد المردود الباهت في الدور الاول هما العاملان الاساسيان في نجاح «النسور». لسعد الدريدي (مدرب) ارادة اللاعبين وعودة الروح للمجموعة مباراة منتخبنا امام غانا كشفت رغبة قوية لدى اللاعبين لردّ الفعل وإدخال الفرحة على قلوب التونسيين وتحقيق انتصار يمحو خيبة الدور الأول فاللقاء كشف لنا عن تضامن قوي بين اللاعبين ساهم في تطوّر حجم اللعب واعتماد التوازن فوق الميدان رغم ان هناك بعض الاخطاء التي يجب تلافيها قبل مواجهة مدغشقر. من النقاط الايجابية ايضا في المباراة الاخيرة لمنتخبنا التطوّر الكبير على مستوى الفرديات وخاصة الظهير الايمن وجدي كشريدة الذي قدم مباراة من اعلى طراز وكان له دور كبير في المساندة الهجومية وخلق التفوق العددي في مناطق الخصم وكذلك المهاجم ياسين الخنيسي الذي اقلق كثيرا دفاعات المنافس من خلال طلب الكرة في ظهر الدفاع والبحث عن العمق الهجومي. اما على مستوى اختيارات المدرب خلال التغييرات فهي تبقى نسبية وتهم الاطار الفني فقط لأنها مرتبطة بقراءته لأطوار اللقاء ولا يجب ان نقسو على رامي البدوي لأن اكبر اللاعبين في العالم يمكن ان يرتكبوا الاخطاء ونحن في حاجة ماسة لكل لاعب في باقي المشوار. مباراتنا امام المنتخب الملغاشي سيحكمها عاملان اثنان وهما الخبرة لدى لاعبينا والروح المعنوية العالية بعد الانتصار التاريخي على غانا رغم ان المنافس على درجة عالية من التنظيم وتطوّر أداؤه كثيرا خلال اللقاءات الفارطة. جمال علي (مدرب) تطوّر التمشّي التكتيكي المدرب التونسي جمال علي الذي ينشط في فرنسا أكد ان منتخبنا الوطني قدم شوطا أول لم يكن في مستوى التطلعات ذلك ان الفريق كان تحت تأثير خيبة الدور الاول لكن اللاعبين سرعان ما تجاوزا تلك العوائق وخاصة في الشوط الثاني مع عودة الروح للمجموعة واللحمة بين اللاعبين التي جعلت منتخبنا يفرض سيطرته على المنافس. التمشي التكتيكي في المباريات الفارطة لم يكن ناجعا وحتى في مباراة غانا يمكن القول ان دخول الخزري غيّر كثيرا على مستوى الرسم التكتيكي ومنح الفرصة للهجوم للتقدم اكثر من خلال مزيد من الحلول وهو ما يفرض على الاطار الفني مواصلة الاعتماد على نفس التشكيلة في المباراة القادمة. حبيب القاسمي (لاعب دولي سابق) بن مصطفى والخنيسي والسليتي مفاتيح النجاح قدم منتخبنا مباراة من اعلى طراز وخاصة على مستوى الانضباط التكتيكي والروح القتالية ويمكن القول ان حجم المنافس وتاريخ المواجهات الذي يصب في صالحه فرض على اللاعبين مضاعفة المجهودات لردّ الفعل. المدرب مطالب بمنح الفرصة مجددا لبن مصطفى خاصة ان معز حسان اظهر ضعفا كبيرا في الكرات الفضائية مع مواصلة الاعتماد على طه الخنيسي الذي اربك كثيرا دفاع المنافس واجبر مدافعين على ملازمته وهو ما فتح المجال امام باقي المهاجمين للتحرك بحرية. النقطة السلبية الوحيده هي التغييرات التي لم تكن في مجملها صائبة وكان على المدرب اقحام شواط الى جانب الخنيسي من اجل الضغط اكثر على دفاع المنافس عوض تدعيم الدفاع. منتخبنا قادر على تخطي عقبة المنتخب الملغاشي ان واصل اللعب بنفس الروح والقرينتة و»القليّب» مع ضرورة الاعتماد على الخزري والسليتي منذ البداية الى جانب الخنيسي وعدم اشراك المساكني الذي يمكنه ان يكون واحدا من الحلول في الشوط الثاني. زياد الجزيري (لاعب دولي سابق) معز حسن والدفاع وراء الابداع ما كان ينقص منتخبنا في مباريات الدور الاول هو روح المجموعة ولما حضرت امام غانا حققنا الترشح، هكذا نريد المنتخب في بقية المباريات، نريد لاعبين يقاتلون طيلة المباراة دون هوادة. نقطة قوة منتخبنا امام غانا كانت خط الدفاع الذي قدم مباراة نموذجية وايضا تألق الحارس معز حسن واذا تواصل تماسك الدفاع وتألق الحارس معز حسن فإننا سنذهب بعيدا في هذه النهائيات. منافسنا القادم هو منتخب مدغشقر الذي يلعب بروح كبيرة ويجب ان نكون اكثر منه روحا و»قليّب» ولا نحتقر المنافس لأنه لم يعد مفاجأة ولا بد من الاعداد الجيد لهذه المقابلة والتعامل معها بنفس الروح التي لعبنا بها مباراة غانا. منذر كبيّر (مدرب) وسط الميدان كان حاسما وننتظر القطع مع التعادلات الهدف المنشود للمنتخب الوطني تحقق وهو العبور الى ربع النهائي بعد خيبة الاداء في الدور الاول، لكن امام المنتخب الغاني اجتمعت عدة عوامل ليتحقق النجاح اولها حسن اختيار التشكيلة وكيفية التصرف في المجموعة. ما لفت الانتباه هو الدور الكبير الذي لعبه وسط الميدان وخاصة غيلان الشعلالي والياس السخيري في افتكاك الكرة والتدرج بها نحو الهجوم كما ان الخنيسي كان حاسما خلال المقابلات التي شارك فيها اضافة الى التفاهم الكبير بين الخزري وكشريدة. علينا نسيان هذه المباراة والتفكير في المنافس القادم الذي يعتبر محترما وقويا خاصة في الكرات الثابتة، فمنتخب مدغشقر من خلال مبارياته السابقة سجل اهدافا وقبل اهدافا ايضا، لكن ننتظر من منتخبنا ان يتطور اكثر ويقطع مع سلسلة التعادلات بتحقيق الانتصار. كمال الشبلي (لاعب دولي سابق) تنقصنا السرعة ومدغشقر منتخب عادي ما لاحظناه ان منتخبنا بدأ يتطور في ادائه لكنه تطور بطيء، مازال ينقصنا الكثير خاصة السرعة في حبك الهجومات المعاكسة والتجسيم في الامتار الاخيرة. ومردود المنتخب امام غانا تحسن كثيرا بدخول الخزري والسليتي، لتبقى النقطة المضيئة وسط الميدان الذي بدا قويا ولا تنقصه سوى السرعة. سنواجه في ربع النهائي منتخب مدغشقر وهو في اعتقادي فريق عادي ويلعب بحذر ومنضبط، وننتظر منه ان يجنح الى الدفاع ويحاول استغلال نقطة قوته في الكرات الثابتة لذا فان منتخبنا مطالب بحسم الامور في ال90 دقيقة لانه اذا بادرنا بالتسجيل تسهل مهمتنا ونجد مساحات اكبر في دفاع المنافس لاستغلالها كما يجب.