دعت النقابة الجهوية للفلاحين بسوسة أمس إلى ضرورة تأهيل القطاع الفلاحي ووضع استراتيجية فلاحية واضحة تمكّن من التفاوض مع الطرف الأوروبي على قاعدة صلبة ومن موقع قوة حفاظا على هذا القطاع الحيوي الذي يعيش تهميشا كبيرا. الشروق مكتب الساحل: وخلال ملتقى ضمّ فلاحي الجهة قال رئيس النقابة الجهوية للفلاحين بسوسة محمد هميلة إن هناك مخاوف لدى الفلاحين من المستقبل لأنّ الدولة لم تضع استراتيجية فلاحية واضحة تؤهل القطاع وتمكّن الفلاحين من مواجهة كلّ تحدّ ومنها تحدي اتفاقية التبادل الشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي (الأليكا). وأوضح أنّ النقابة الجهوية بادرت بتنظيم الملتقى لتأطير فلاحي الجهة وتقديم المعلومة من مصدرها لأنّ الأمر يتطلب رؤية ثاقبة وحلولا جذرية وقرارات يكون لأهل المهنة فيها دور فاعل ويكون للدولة الإرادة اللازمة للإصلاح الذي يتطلب ضخ الأموال. وأشارت هاجر الشباح، وهي مهندسة فلاحية إلى أنّ النقابة تعمل على الاقتراب من الفلاحين وتفسير الاتفاقية، معتبرة أنّ «الفلاح ضاع بسبب التهميش وغياب استراتيجية وطنية واضحة للقطاع الفلاحي وبسبب ضعف البنية التحتية، مقابل فتح مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما يستدعي بالضرورة تأهيل القطاع أولا حتى يكون التفاوض على أسس سليمة. وأكدت شباح أنّ المطلب الأساسي اليوم هو تأهيل القطاع والقطع مع السياسة الحالية التي تتعاطى مع الفلاحة «كل عام وعامو» وفق تعبيرها، وإعادة الأمل إلى الفلاح الذي بات يواجه قلقا يوميا في غياب الدعم وفي ظل القروض المشطة ذات الفوائض هي الأعلى في العالم. واعتبر رئيس جمعية المبادرة المتوسطية للتنمية غازي بن أحمد أنّ من المهم اليوم إيصال أصوات الفلاحين إلى الحكومة التونسية وإلى المفاوض الأوروبي وتبين مدى فهمهم لاتفاقية «أليكا» وطبيعة مخاوفهم، نافيا ان تكون المفاوضات قد عُلّقت مع الجانب الأوروبي , مؤكدا إنها متوقفة طبيعيا بحكم تجديد طاقم التفاوض ومن المنتظر مواصلتها في الثلاثي الأول من سنة 2020 وفي الأثناء لا تزال النقاشات والدراسات جارية من أجل التأهيل أكثر للعودة إلى التفاوض. وأكد بن أحمد أنّ القطاع الفلاحي اليوم أصبح هشا ولا بد من سياسة فلاحية جديدة وطموحة وشجاعة تنظم هذا القطاع وتجري الإصلاحات الضرورية، وهي إصلاحات فيها كلفة سياسية ومادية حسب تأكيده.