ببعض الاختصار والاختزال تقدّم هذه «الدائرة» للقارئ المبتدئ والباحث المتوسّع المعلومات الأساسية والمراجع الضرورية عن مختلف المواضيع والمجالات الممثّلة للحضارة التونسية عبر تطورها مرتّبة ألفبائيا، لغاية التسهيل والتقريب. وقد استثنينا المدائن التي خصصناها بعدّة مؤلفات متوّجة ب «موسوعة مدن تونس» مثلما استثنينا الأعلام الذين جمعناهم في « معلمة أعلام تونس» والألقاب التي وثّقناها في « الأصل والفصل / معجم ألقاب التونسيّين». وأردناها، في غير ذلك، جامعة - دون ادّعاء الإلمام الكلّي والشمول التّام - اقتناعا منّا بالجدوى العمليّة والإفادة السريعة على صورتها هذه، واعترافا بالعجز والتقصير لو رمنا الإحاطة بكلّ شيء، وهو أمر مستحيل مهما أوتينا من الوقت والجهد. آغا : كلمة تركيّة محرّفة عن أصلها الفارسي « آقا» أو « آفا» بمعنى الأب أو العم أو الأخ الكبير وبمعنى السيّد الآمر. وآغة الإنكشارية هو قائد الجيش والمسؤول عن الأمن في قصر السلطان والعاصمة. ويتدرّج حسب المستويات التالية: آغة الديوان أو آغة الكرسي وهو الضابط السامي من صنف البلوكباشيّة الذي يباشر رئاسة الديوان لمدّة ستّة أشهر حسب ترتيب تعاقبي يعتمد الأقدميّة والارتقاء الآلي. ومنزلته هي الأولى بعد الباشا إلى أن اندلعت ثورة 1591 م فصار رأيه استشاريّا أمام استقواء الدايات وأخلافهم البايات. أمّا آغة الصبايحيّة فهو رئيس كوكبة من الفرسان من جنس الحنفيّة. وكان منهم بعدد أهمّ المدن والجهات إلى أن أبطل ديوان صبايحيّة الترك وعوّض بعسكر الخيّالة في 1839 م. وأمّا آغة العسس فهو المسؤول عن الحراسة في برج أو قصر بالتناوب. وأمّا آغة القصبة فهو القائد المسؤول عن القصبة بما فيها من الجند والذخيرة، والحاكم في الجنح كالدّاي وكاهية دار الباشا.وأمّا آغة الحنفيّة فهو شيخ المجموعة الحنفيّة في بلدة أو مدينة والفاصل في أمورها. وأمّا آغة زواوة فهو قائد فرقة زواوة في العسكر. وأمّا المعزول آغة فهو آغة الديوان الذي انتهت مهمّته فعهدت إليه إدارة بسيطة كحبس من الأحباس أو وكالة من الوكالات. البشروش (ت.): موسوعة، ص 59؛ الخطيب ( مصطفى عبد الكريم) : معجم المصطلحات والألقاب التاريخيّة. – مؤسسة الرسالة، بيروت 1996، ص 100. - أغالبة : هم بنو الأغلب بن سالم بن عقال التميمي.أسرة عربية حكمت إفريقيّة، أي تونس قديما من غربيّ ليبيا إلى شرقي الجزائر، من 184 ه / 800 م إلى 296 ه / 909 م، وعاصمتهم القيروان. أوّلهم إبراهيم بن الأغلب الذي ولاّه الخليفة هارون الرشيد بعد عزل الوالي محمد بن مقاتل العكّي أخيه من الرضاعة إثر الثورة عليه، وبعد استشارة الوالي الأسبق هرثمة بن أعين، وذلك رغبة في استقرار الولاية بتوريث الحكم في أسرة عبّاسيّة موالية للدولة منذ قيامها على الأمويين، ومقابل خراج سنويّ. فظلّ الدعاء في الخطبة بالقيروان للخلفاء العبّاسيين كما ظلّت الراية السوداء شعارا لهم والعملة منقوشة بأسمائهم، وكذلك عداوتهم للأدارسة بالمغرب الأقصى وللأمويين بالأندلس. وحتّى مدينة ملكهم التي أسّسوها خارج القيروان سمّوها العبّاسيّة، وتعرف أيضا بالقصر القديم. ثمّ نقلها الأمير إبراهيم الثاني سنة 263 ه / 876 م إلى موقع قريب راق له فعمّره وسمّاه رقّادة. وفي عهده بلغت حضارة البلاد أوج عزّها وازدهارها بعديد المنشآت العمرانية والدفاعيّة والمبادلات التجارية بعد التوسّع في جزر البحر الأبيض المتوسط بدءا بصقلية التي فتحها القاضي أسد بن الفرات وحكمتها أسرة الكلبيين، بل إنّ فتوحاتهم المنطلقة من مرسى سوسة حيث مآثرهم بلغت باري في إيطاليا وهدّدت رومة، وضمّت مالطة وسردانية. لكنّ قوّتهم ضعفت فاتحة المجال للدعوة الشيعيّة بانتصار عبد ( أو عبيد) الله الفاطمي الملقب بالإمام المهدي على أبي مضر زيادة الله الثالث آخر الأغالبة وفراره إلى الشرق، وذلك بعد التمهيد الذي قام به الداعيان أبو سفيان والحلواني القادمان من اليمن وبجهد أبي عبد الله الشيعي الملقّب بالصنعاني وبدعم قبيلة كتامة البربريّة. وفيما يلي تسلسل الأمراء الأغالبة الأحد عشر: إبراهيم بن الأغلب ( حكم 184 – 196 ه / 800 / 811 م ) أبو العباس عبد الله ( 196 – 201 ه / 811 – 816 م ) أبو محمد زيادة الله بن إبراهيم ( 201 – 223 ه / 816 – 837 م ) أبو عقال الأغلب بن إبراهيم ( 223 – 226 ه / 837 – 840 م ) أبو العبّاس محمد بن أبي عقال الأغلب ( 226 – 242 ه / 840 – 856 م ) أبو إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب ( 242 – 249 ه / 856 – 863 م ) زيادة الله الثاني ابن محمد ( 249 – 250 ه / 863 – 864 م ) أبو الغرانيق محمد بن أحمد ( 250 – 261 ه / 864 – 874 م ) أبو إسحاق إبراهيم الثاني ابن أحمد ( 261 – 289 ه / 874 – 901 م ) أبو العبّاس عبد الله الثاني ابن إبراهيم ( 289 – 290 ه / 901 – 902 م ) زيادة الله الثالث ابن عبد الله ( 290 – 296 ه / 902 – 909 م ). الطالبي (م.): الدولة الأغلبية ؛عبد الوهاب (ح.ح.) : ورقات. .. ؛ الكعبي (م.) : موسوعة القيروان، ص 231 – 233. (يتبع)