ما لا يعرفه الكثير أن الراحلة ذكرى محمد أهدتنا صوتا «مجنونا» اسمه أمينة فاخت.. كان ذلك في سنوات التأسيس الأولى للفرقة الوطنية للموسيقى التي شرعت في الاستعداد لافتتاح المهرجان الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية.. كان ذلك منذ أكثر من ثلاثين سنة. أعدت ذكرى محمد لهذا الموعد أغنيتين للشاعر الراحل حسونة قسومة والملحن عبد الرحمان العيادي.. ثنائي احتضن صوت ذكرى ليمثل ثلاثيا إبداعيا متكاملا.. الأغنيتان: «حبيبي طمن فؤادي» و»لما أنت فاهم غاية مرادي» كانت الفرقة الوطنية للموسيقى تضمّ أيضا الفنانة أمينة فاخت.. وكان لا بد من توفير أغنية جديدة لهذا الصوت.. أغنية تكشف من خلالها ما بداخلها من طاقات ابداعية، فكيف السبيل الى ذلك؟ وجاء الحلّ كما روى ذلك الشاعر الراحل حسونة قسومة في برنامج (قصة أغنية) على موجات الاذاعة الوطنية (تم «انتاج هذا البرنامج سنة «1999. .. جاء الحلّ من الشاعر الراحل حسونة قسومة الذي بادر صحبة الملحن عبد الرحمان العيادي بالتحول حيث مقر إقامة الراحلة ذكرى محمد في وادي الليل.. وكانت النتيجة تنازل ذكرى محمد عن «لما أنت فاهم غاية مرادي» لفائدة أمينة فاخت التي أسعدها هذا الموقف.. غنت أمينة فاخت الأغنية بإحساس ابداعي صادق.. بكت أمينة فاخت بعد الأداء كما أكد ذلك الراحل حسونة قسومة في البرنامج.. بعد أن أعادت أداء الأغنية مرة ثانية استجابة لطلب الجمهور في تلك السهرة منذ أكثر من ثلاثين سنة وكانت ذكرى أكثر سعادة بنجاح أمينة هذا موقف سيبقى في ذاكرة التاريخ.. موقف فيه شهامة وصفاء نفس وإيمان بالذات.. لصوت كانت نهايته مؤلمة.. مفزعة.. نهاية تراجيدية وكأن قدر العظماء أن تكون نهاياتهم مأساوية. محسن بن احمد لما أنت فاهم نص حسونة قسومة الحان عبدالرحمان العيادي أداء امينة فاخت *** لما انت فاهم غاية مرادي ليه ياحبيبي تظلم فؤادي خلي غرامك يحكم علي مدام حياتي ما هيش بديا ** عاتبت روحي ما فاد عتابي وبكيت ليالي عمر.. شبابي طال انتظاري ياطول عذابي وانت ياروحي ناسي ودادي خلي غرامك يحكم علي مادام حياتي ما هيش بدايا ** حاولت اهرب من ذكرياتي وأنسى عذابي ... واكتم اهاتي لكن غرامك.. يانور حياتي خلاني أنسي.. حتى سهادي خلي غرامك يحكم علي مادام حياتي ما هيش بديا