جندوبة (الشروق) الشاعرة سنية المدوري ابنة بوسالم استطاعت رغم كونها مازالت في بداياتها الأولى أن تسرق الأضواء وهي التي وفي ظرف لا يتجاوز الخمس سنوات استطاعت أن تنجز إصدارين اختارت لهما عنوان «فردوس الكلمات» و»القادم الوردي لي» كما ادرج شعرها ضمن ديوان مغاربي وضمن ديوان الاديبات الفائزات بجائزة نازك الملائكة للابداع النسوي وادرج كذلك شعرها ضمن ديوان عبد العزيز سعود البابطين للشعر المعنون «عيلان الكردي». المدوري وهي تستعد لإصدار ديوان شعري ورواية وتعمل على إعداد أنطولوجيا للشعر عبر ترجمة مختارات من الشعر العالمي إلى الإنجليزية حدثتنا عن رحلتها الأدبية وعن الثورة الشعرية التي يشهدها الوطن العربي عامة وتونس خاصة. شاعرتنا سنية المدوري ابنة بوسالم قالت إن الرحلة شاقة ومتعبة لكنها ممتعة امنت فيها بأن الإبداع ممكن ولا قيد فيه للزمان والمكان رغم أنوثتها التي تفرض عليها التموقع حينا والانعتاق أحيانا ليس بمنأى عن العادات والتقاليد والموروث الحضاري وإنما التزاما به وإدراكا بأن الممكن يكون اذا كانت النتيجة واحدة وهي النجاح والاضافة وتقديم صورة حقيقية عن المرأة التونسية فكانت في كل المحطات بالوطن العربي وبأوروبا بين المغرب والجزائر والعراق ومصر وتركيا وايطاليا سفيرة في مهمة صعبة لكن المحصلة التكريم واستحقاق الجوائز والأوسمة وهو خير برهان على أن الإبداع والتشريف لا يرتبط بالجنس بقدر ما يرتبط بالمخيال الشعري وبالقدرة على نظم الشعر وتطويعه ليدق أبواب المشاعر وينقل صورة عن واقع تحركه متقلبات سياسية وطبيعية واقتصادية واجتماعية. والنجاح كما تعتبره سنية المدوري كان إحدى مقومات الصورة الجميلة عن تونس وعن تاريخها الموغل في القدم في الأدب والشعر والنثر بما وضعها أمام مسؤولية «خير خلف لاعز سلف». زخم إيجابي وحول ما تشهده الساحة الثقافية من زخم شعري وكم هائل من الشعراء وهي التي كان فيها عدد الشعراء مع بدايات الاستقلال يعدون على اصابع اليد فاصبحوا اليوم بالعشرات قالت سنية المدوري انه زخم إيجابي كان له الأثر الإيجابي على الساحة الثقافية والمشهد الثقافي وخلق مناخا من التنافس مكن من تطوير الأداء والمهارات وكذلك كان سببا لإثراء المكتبة من خلال إصدارات ودواوين جديدة ستعيد من جهة للكتاب مكانه الحقيقي وتخلق ديناميكية ثقافية والمهم أن الساحة قادرة على احتواء الجميع وتتسع لهم طالما الغاية الارتقاء بالمشهد الثقافي. بقي ان هذا الزخف من الشعراء كان فيه عدد الملتزمين والمتقنين للشعر العمودي يعدون على اصابع اليد مقابل اعتماد البقية على الشعر الحر وشعر البادية ولكل تقنياته لكن يبقى التميز في الشعر العمودي ونظمه الذي نتمنى أن يعود يوما الى زخمه.