(مخرج مسرحي ومتفقد تربية مسرحية) الناظر الى برامج المهرجانات الصيفية لهذه السنة لا حظنا غيابا شبه كلي للعروض المسرحية في حين تحافظ العروض الفنية الأخرى وخاصة الموسيقية على تصدرها عرش البرمجة، ولعل في ذلك حكمة لا نعرفها تأتينا ممن يزعمون معرفتهم بجدوى تلك الفنون في الصيف، فيأخذون مكان الناس في الاختيار ويقررون وحدهم ماذا نشاهد ونسمع ومتى وكيف....ويضربون بذلك عرض الحائط كل مجهودات المسرحيين الذين ينتظرون نصيبهم من البرمجة. ألا يعد ذلك تعديا على أذواق الناس واختياراتهم؟ ألا يعد ذلك تمييزا لفن عن آخر وفنان عن آخر في اختصاص آخر ؟ ان الفكر التشاركي وتمكين الناس من القرار هو ثمرة ذلك المجهود الديمقراطي الذي ينص عليه الدستور التونسي، والذي لا نجد صداه يتحقق على أرض الواقع في برمجة مختلف العروض بالمهرجانات، ولازلنا لا نعرف اي استراتيجيات يروم الساهرون عليها تحقيقها، مما يحيلنا على شبهة فساد قد تكون ، فعلا موجودة، ولعل المحسوبية والتمييز وضرب تكافؤ الفرص واللاعدالة في البرمجة وعدم توفير حاجيات الذوق والاختيار لكل الناس، كلها تفاصيل تدور في غرف مظلمة لا يعرف سرها سوى أصحاب المصلحة والنفعية الضيقة، وهو ما يحيل على عدم جدية واحترافية في تصميم وتخطيط وأهداف تلك المهرجانات