جاءت الى محمد عبد الوهاب المطربة اعتدال عبد السميح التي اتخذت اسم « رجا عبده» منذ كانت تغني في الإذاعة الاهلية، وقالت لعبد الوهاب ...انا سميت اسمي رجاء عبده تيمنا باسم « رجاء» الذي أطلقته على بطلة فيلمك الأول سميرة خلوصي وانا ارجو ان أكون بطلة فيلمك الجديد بعد ان تجاهلتني في فيلم « دموع الحب» وفيلم « يحيا الحب». ضحك عبد الوهاب وأشار الى المخرج محمد كريم الى جواره وقال لرجاء عبده « انا لا شان لي باختيار البطلة، الأستاذ كريم هو الذي يختارها، وقد اختارها فعلا. كانت بطلة فيلم « يوم سعيد» ,فتاة من اصل يوناني سميت على شاشة الفيلم « سميحة سميح» واختارها محمد كريم لإعجابه بالتشابه بين وجهها ووجه احدى ممثلات السينما الامريكية في تلك الأيام ولم تكن سميحة سميح مطربة، ولا كانت ممثلة ولكن وجهها شفع لها عند مخرج الفيلم لم ينجح فيلم « يوم سعيد» نجاحا ساحقا، كفيلم « يحيا الحب» لسببين -الوجه اليوناني سميحة سميح الذي ذهب في اعتقاد المخرج محمد كريم انه سيفتن الجمهور فكان ان انصرف الجمهور عن هذا الوجه الغريب الملامح. -اوبيرات « مجنون ليلى» التي استغرق عرضها في الفيلم بضع عشرة دقيقة انقطع خلالها سياق الفيلم وأصيب المتفرجون بالملل وإذا كانت الجماهير محقة في عدم اعجابها بسميحة سميح فهي غير محقة بما ابدته من ضيق بقطع سياق الفيلم على حد تعبير كمال النجمي، فاوبيرات « مجنون ليلى – والكلام لكما النجمي» « كانت عملا رائعا من اعمال عبد الوهاب تلحينا وغناء لم يتح له مثله طوال حياته الفنية المديدة، لو كانت هذه الاوبيرات وحدها هي كل ما في هذا الفيلم، لكان فيها ما يكفيه من فنون التلحين والغناء في ارقى ما وصل اليه العناء المتقن المعاصر، المسرحي وغير المسرحي « لئن لم يكسب فيلم « يوم سعيد» النجاح الجماهيري المنتظر فانه في المقابل حقق التألق غناء فقد أتاح لصوت اسمهان ان يصل الى أوسع الجماهير من خلال الحوارات الغنائية في « مجنون ليلى» بينها وبين عبد الوهاب ... وكان فيلم يوم سعيد» هو جواز المرور لهذا الصوت الفذ الى فيلمه الأول « انتصار الشباب» الذي ظهرت فيه اسمهان وشقيقها فريد الأطرش سنة 1940 وفي المقابل سعت ام كلثوم الى تقليد عبد الوهاب بان أدخلت « اوبيرا كاملة « في فيلمها « عايدة» ولم تع الدرس من فيلم « يوم سعيد « لعبد الوهاب وفشل فيلم « عايدة «بسبب هذه الاوبرا. يتبع