قفصة (الشروق) تعاني المناضلة ساسية روابح البالغة من العمر 119 عاما، من المرض والاهمال فهي تقيم في مسكن بدائي، وتحتاج اليوم الى تدخل السلط المعنية لرعايتها اجتماعيا وصحيا. «الشروق» زارت هذه المناضلة في منزلها الكائن على مقربة من جبل عرباطة، لتقف بكل اسف على شبح إمرأة عليلة، ارهقها المرض، فهي غير قادرة على الحراك والكلام، فلا يصدر عنها الا صوت استغاثة من حين لآخر، طلبا لمساعدة تسوية فراش أو قطرات ماء أو حليب ... المناضلة «المهمشة» اليوم ارملة مقاوم حاصل على الصنف الرابع من وسام الاستقلال سنة 1979، تحتاج الى لفتة من قبل السلط المعنية، فهذه المرأة عاشت مع زوجها المقاوم المرحوم محمد بن يونس تليجاني مرحلة مضنية في مواجهة الاستعمار الفرنسي وعرفت بحبها للوطن، اذ كانت توفر الغذاء للمجاهدين بجبال عرباطة، وكانت لها دور في اخفاء ونقل السلاح للمقاومين وكلفتها، مشاركتها في مسيرة التحرير الوطني التعذيب والسجن في مناسبات عديدة. ورغم ما قدمته من تضحيات فانها اليوم عاجزة عن تناول الغذاء الا كمية بسيطة من الحليب الممزوج بالماء أو قسط من علبة «ياغرت» يتم اقتناؤها من الصيدلية، و اصبحت عائلتها غير قادرة على توفيرها لها يوميا بحكم ارتفاع ثمن العلبة الواحدة الى 8 دينارات. هذه المناضلة تتقاضى جراية مناضلين، لم تعد كافية لتوفير حاجياتها الطبية والصحية وهي التي تعيل منها ابنتيها (غير متزوجتين)، ومن مفارقات ان هذه المناضلة العجوز تقيم مع ابنتيها في مسكن تقليدي بدائي لا يوفر شروط الحياة المحترمة لامرأة في مثل هذه السن المتقدمة.