على عكس المتعارف عليه، اختارت الدورة الأربعون لمهرجان قرطاج الدولي (صيف 2010) السينما لسهرة الافتتاح من خلال عرض فيلم (النخيل الجريح) للمخرج عبد اللطيف بن عمار، ويعتبر هذا العمل السينمائي الخامس في مسيرة المخرج عبد اللطيف بن عمار ليقلّب ويفتح من خلاله ذاكرة حرب بنزرت التي كان وقودها الآلاف من الأبرياء والمساكين والضعفاء الذين لا يصنعون التاريخ ولكنهم وحدهم من يعيشون مآسيه وليبيّن أن التاريخ الذي يكتبه المنتصرون لا يكتب كل الحقيقة. في مدينة بنزرت الشمالية تحاول بطلة الفيلم «شامة» اكتشاف تفاصيل استشهاد والدها في هذه الحرب لتتعرف عبر أصدقائه على تفاصيل استشهاده برصاص الجيش الفرنسي ولتكشف حقيقة من خانوه والذين يحاولون كتابة تاريخ هذه الحرب متناسين شهداءها من أبطال النخيل الجريح ناجي ناجح وليلى واز أما المخرج عبداللطيف بن عمار فهو من السينمائيين التونسيين الرواد الذين كتبوا صفحات من تاريخ تونس بدرجة أولى انطلاقا من رسائل سجنان وقبله «حكاية بسيطة كهذه» المتوج بالتانيت البرنزي لأيام قرطاج السينمائية وفيلم «عزيزة» المتوج بالذهب في دورة 2002 لأيام قرطاج السينمائية وفي 2003 فيلم «أغنية العروس» دون أن ننسى الرباعية التلفزية «خطى فوق السحاب» ثم «النخيل الجريح» الذي كان أحد أبرز عروض مهرجان قرطاج في 2010.