احتضن المسرح الأثري الروماني بقرطاج عرضا للفيلم التونسي «النخيل الجريح» في افتتاح الدورة السادسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي... وهي المرة الأولى التي يتم فيها افتتاح هذا المهرجان الدولي العريق بالفن السابع... وجاء هذا الاختيار تماشيا في تلك الدورة مع الاحتفال بالسنة الوطنية للسينما. فيلم «النخيل الجريح» الذي تابعه جمهور غفير في سهرة استثنائية ليلة 8 جويلية 2010 من إنتاج تونسي جزائري مشترك وهو يقدّم ويكشف جوانب من الروابط المتينة القائمة بين الشعبين الشقيقين من الناحية التقنية والجمالية. وقام بأدوار البطولة في هذا الفيلم لمخرجه عبد اللطيف بن عمار: ليلى واز وناجي ناجح وجوهر الباسطي وحسان كشاش وريم تكشوت وعائدة قشود، وفتحي العكاري ورضا بوقديدة، وعيسى حراث وصلاح مصدق ودليلة المفتاحي. ويستعرض الشريط قصة شابة تونسية تبحث في واقعة استشهاد والدها في حرب بنزرت التي اندلعت في بداية شهر جويلية 1961. وتواجة شامة بطلة الشريط العديد من الصعوبات بسبب تضارب الروايات بين ما هو مكتوب وبين ما تختزنه ذاكرة الذين عاشوا تلك الفترة من حقائق مريرة وتكتشف شامة من خلال عملية البحث أن أحداث بنزرت تخللتها العديد من المشاعر والأوضاع المتناقضة فيها البطولات وفيها أيضا الخيانات والاستخفاف بأرواح البشر والضعفاء كما هو الشأن في كل الحروب ويحمل الشريط نظرة نقدية للحرب من خلال الكشف عن المآسي والجروح الجسدية والنفسية التي تخلفها للإنسان.