تونس (الشروق): تقع مدينة منزل بوزيان جنوب مركز ولاية سيدي بوزيد على طريق الوطنية رقم 14 الرابط بين قفصة وصفاقس مرورا بمدينتيْ السند و المكناسي. وتعبرُ هذه الطريق الشطريْن الجنوبي والشمالي للمدينة والتي يرتبط اسمها بابنها البار الشيخ المناضل الحسين بوزيان. وعلى طول المدخلين الغربي والشرقي يمتد شارع الثورة الذي يتوسطه نصب التسمية الذي وقع تركيزه سنة 2011 في انصهار تخليدي لثورة 17 ديسمبر 2010 التي احتضنها وناصرها الأهالي بمختلف شرائحهم العمريّة في هبة شعبيّة للمطالبة بالحريّة والكرامة والتنميّة والتشغيل على أساس العدالة الاقتصاديّة والاجتماعيّة خصوصا. ويعتبر هذا الشارع رمز لصمود الأهالي أمام آلة الترهيب والتنكيل والقمع التي مارسها النظام «النوفمبري» في مُحاولة لإخماد وقهر الأصوات. وفي تحدّ تلاحمي ثبت أبناء الجهة على إرادة التغيير والمساهمة الفاعلة في فرض رحيل «رأس» النظام وقدمت المعتمديّة خلال هذا الحراك الثوري الشهيدين محمد عماري وشوقي نصري فداء لعزّة تونس ونصر لإعلاء صوت الكرامة ومقاومة تعاسة الواقعة التهميشي وانعدام ثوابت التوزيع العادل للثروة والخيرات طيلة قرابة ستة عشريات خلت. هذا ولازال شارع الثورة بمنزل بوزيان المكان «الطبيعي» المقصود الذي يحتضن الوقفات الاحتجاجيّة التي تنظّمها «الشبيبة» لتجديد التذكير بالطموحات المحليّة المعطلة من خلال غياب تأمين قيم الاستقرار الحقيقية نتيجة عدم تحقيق المبادئ التي اقترنت بها الثورة التونسيّة المجيدة جرّاء تواصل تعطل الوعود. هذا ويعتبر هذا الشارع نقطة اشعاع تجاري وخدماتي وإداري وموقعا لتلاقي الأحبّة في المقاهي التي تنتشر على طوله إضافة الى أن الأحفاد ساروا على خطى الأجداد الأوائل من المناضلين والمقاومين الذين عرفتهم الجبال خلال معارك مقاومة الاستعمار الغاشم باستلهام العبر من شذرات التاريخيّة ناصعة اتسمت بالتضحيّة فداء للوطن بعيدا على المنّ.