في مثل هذا الوقت من صائفة 2018 ، شغلت جمعية الحمامات الشارع الرياضي وجمهور كرة اليد بالخصوص ، وكانت الجمعية محور اهتمام الاعلام المكتوب والسمعي البصري ،كيف لا وجمعية الحمامات تحظى بشرف تمثيل تونس وافريقيا في كأس العالم للأندية بالدوحة لأول مرة في تاريخها . بلوغ العالمية سبقتها انجازات اخرى كالتتويج بكأس تونس 2012 وتنظيم بطولات عربية وافريقية في الحمامات التي اصبحت فعلا عاصمة كرة اليد العربية والافريقية من 2013 الى 2017 حيث نظمت بطولتين افريقيتين وبطولتين عربيتين. مدرسة تكوين وائل جلوز وطارق جلوز والجيلاني مامي واسامة الجزيري وشفيق بوقديدة ووائل الطرابلسي ومصطفى بن فضل هم عينة من اللاعبين الذين ما يزالون ينشطون الآن في اندية تونسية واجنبية وهم من خريجي جمعية الحمامات وكل هؤلاء هم تقريبا ركائز في فرقهم وطبعا هؤلاء تألقوا في الفترة الذهبية التي عرفتها الجمعية في السنوات الست الاخيرة التي تلت تتويج الجمعية بكأس تونس 2012. تراجع ضبابية ولا مبالاة بعد ان كانت جمعية الحمامات ضمن الاربعة الكبار في كرة اليد التونسية وبعد ان اكتسبت الجمعية تقاليد المنافسة والترشح للبلاي اوف لعدة مواسم متتالية، اصبح الفريق يصارع من اجل تفادي النزول بل وكاد ينحدر للوطني»ب» ونجا في تلك المباراة الشهيرة التي أصرّ فيها بعث بني خيار وجمعية الحمامات على حسمها بالتعادل لينجو الفريقان من النزول. هذا التراجع الغريب جعل جماهير الحمامات تهجر القاعة وتهجر التمارين ولا تكترث بما يحدث للجمعية وبالحالة المتردية التي آلت اليها خاصة في عهد الهيئة المديرة الحالية التي ترأسها مراد مامي. أين الهيئة ؟ يبدو ان ما قيل عن هيئة مراد مامي التي اقدمت على تولي مسؤولية تسيير الجمعية لتحقيق مآرب سياسية كانت صحيحة بما ان «الجماعة» اختفوا وتركوا الجمعية تتخبط في مشاكلها والحل ان الموسم اصبح على الابواب فجمعية الحمامات في سبات عميق فلا جلسة تقييمية ولا انتدابات ولا اطار فني ولا حتى موعد للتمارين، فأين هي هيئة مراد مامي وماذا اعدت للموسم الجديد لكي تقلع سفينة الحمامات من جديد ؟ هروب كبار الجمعية لا شك ان الوضعية التي آلت اليها جمعية الحمامات من اسبابها هي انفراد الهيئة بالراي وعدم خبرتها في التسيير اضافة لإبعادها لرموز الجمعية من المسيرين القدامى امثال غازي شهيدة والراضي رحومة والهاشمي حسونة وزهير شهيدة وغيرهم وهؤلاء صنعوا امجاد الجمعية وجعلوها ضمن مصاف «كبار» كرة اليد التونسية. من يبادر بالإصلاح ؟ بات من الضروري تحرك كل الغيورين على جمعية الحمامات ووضع اليد في اليد لانتشالها من حالة التهميش واعادة الجمعية للنشاط والشروع في القيام بتعزيز الفريق والدخول في التحضيرات الجدية حتى يدخل الفريق البطولة في ظروف طيبة والمسؤولية تاريخية لعشاق «الهوند» في الحمامات وفي مقدمتهم الرؤساء والمسيّرين القدامى.