يتطلع الرأي العام الى ماذا يمكن أن يقول رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي للشعب بمناسبة عيد الجمهورية وذلك في علاقة بمجمل المستجدات الاخيرة ذات التماس بمستقبل البلاد. تونس الشروق: والى حدود يوم أمس لم يتسن الاتصال برئاسة الجمهورية لتأكيد توجه رئيس الجمهورية بخطاب الى عموم التونسيين اليوم من عدمه. واقتصرت التصريحات على تأكيد المستشار السياسي نور الدين بن تيشة في وقت سابق أن رئيس الجمهورية سيخاطب الشعب في الايام القريبة دون تحديد التوقيت بدقة. فلو تكلم الباجي قائد السبسي ماذا يمكن أن يقول رفعا للضبابية الكبيرة و ما اشيع من تخمينات؟ ضبابية كبيرة اعتبر أبولبابة قزبار المستشار السياسي السابق لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أنّ علاقته الجيدة برئيس الجمهورية وقربه منه الذي يجعله يرجح أن يكون رئيس الجمهورية في حالة صحية دون التعافي التام، مستندا في ذلك الى عدم ختمه تعديلات القانون الانتخابي وتابع قائلا: ‹› نعرف جيدا حرص رئيس الدولة على احترام مؤسسات الدولة. وبعد مصادقة البرلمان على القانون وقضاء الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين بدستورية التعديلات كان من المنطقي أن يختمه رئيس الجمهورية، غير أنّ عدم حدوث ذلك يؤكد عدم تعافيه التام». واعتبر المتحدث أنه من أهم الحقائق التي يترقبها الشعب من رئيس الجمهورية تقديم بيان حول وضعه الصحي و الفترة الممكنة لتعافيه التام لبعث رسالة طمأنة الى الداخل والخارج حول استقرار البلاد. تثبيت الاستقرار وتبدو الحاجة ماسة جدا الى الخطاب المرتقب لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في علاقة بالمستجدات الأخيرة. وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي والديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي في مجمل تصريحه ل››الشروق›› انه من خصوصيات القائد أن يعبر في كل مرحلة وفي كل محطة عن الرهانات الاساسية والتحديات المطروحة. ويجيب عن الاسئلة الملحة من قبل الرأي العام وفق ترتيب الأولويات. ولفت المتحدث النظرالى أن الانتظارات من خطاب الباجي قائد السبسي مختلفة باختلاف المصالح السياسية الضيقة التي من المستوجب أن يترفع عنها رئيس الدولة في سياق تدعيم مناعة الوطن واستقراره في مختلف الأبعاد لافتا النظرالى ان هذه المهمة ممكنة خاصة بعد تأكد عدم تجديده للعهدة عبر إعلان عدم الترشح ثانية لرئاسة الجمهورية. تقييم فترة الحكم ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي فريد العليبي في تصريحه ل››الشروق›› ان الانتظارات العديدة مما سيقوله رئيس الجمهورية حول تبريرات عدم ختمه تعديلات القانون الانتخابي وما اشيع حول ‹›الخميس الأسود›› وغيرها مسائل ثانوية يمكن ان يعرج عليها ويقدم الاولويات المهمة لاسيما أنه سليل مدرسة تقدم الأهم على المهم. واعتبر المتحدث أن من بين أهم الحقائق المهمة المستوجب ايضاحها تقييم فترة حكمة وبيان أسباب الفشل في علاقة بتجربة التوافق وبالنهضة التي استعملته واستثمرت الانشقاقات في حزبه ضده بما أفسد الحياة السياسية وتسبب فى أزمة دائمة انعكست على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمن وغيرها مضيفا أن هذا المعطى هو المفيد لاستخلاص الدروس وضمان عدم تكرر نفس السياسات. حقيقة «الخميس الأسود» وان تحدث الباجي قائد السبسي اليوم أو في الأيام القادمة فإن سقف الانتظارات مما سيقول كبير جدا ومهم للغاية في علاقة بالمستجدات الاخيرة بدءا بما اشيع عن الخميس الاسود و محاولة الانقلاب وعلاقة وضعه الصحي بالعمليات الارهابية الأخيرة وغيرها من السيناريوهات التي تداولها العامة والخاصة. تأثير العائلة ومن الحقائق المرتقبة التي يتطلع الرأي العام الى إيضاحها من قبل رئيس الجمهورية دوافع عدم ختمه تعديلات القانون الانتخابي هل هي بسبب تمكسه لفرض الاقصاء أم أن القرار خارج عن سلطته وجرى بتدخل العائلة والمحيطين مثلما قيل؟ ومن حق التونسيين ايضا معرفة تطور الحالة الصحية لرئيس الدولة لبيان صحة الاخبار التي تحدثت عن محاولة عزله وهل يمكنه المضي في قيادة البلاد الى نهاية العهدة أم أن تفويض الصلاحيات وقتيا امر واقع؟ العلاقة بالشاهد ومع كثرة اللغط وتعدد الروايات في ظل سكوت مؤسسة الجمهورية واقتصارها على بعض الصور والتصريحات المضطربة يترقب الرأي العام من رئيس الجمهورية تقديم الحقائق بخصوص علاقته برئيس الحكومة يوسف الشاهد وبما يشاع من تأثيرات العائلة في القرارات وتحوله الى رهينة بيدها فضلا على علاقته باللاعب الرئيسي في المشهد السياسي وهي حركة النهضة التي بعد أن تمسكت طويلا بدوره في ضمان الانتقال الديمقراطي لفتت الانظار مؤخرا الى خرقه للدستور. وفي المحصلة قضى البروتوكول بأن يقتصر حضور رئيس الجمهورية يوم عيد الجمهورية على الإشراف على موكب احتفالي في البرلمان غير أن الاحتفال بذكرى عيد الجمهورية اليوم يتنزل في سياق ضبابي تطرح فيه عديد الأسئلة الملحة التي تدعو رئيس الجمهورية الى تقديم الحقائق عاجلا أم آجلا. الحقائق التي يطلبها الرأي العام من الباجي حقيقة ما أشيع حول ‹›الخميس الأسود›› ومحاولة الانقلاب. حقيقة الوضع الصحي والقدرة على قيادة البلاد حتى نهاية العهدة الرئاسية حقيقة ارتباط العمليات الارهابية بضرب الاستقرار في البلاد حقيقة خرق الدستور ودوافع عدم ختم تعديلات القانون الانتخابي حقيقة وجود تأثيرات عائلية على القرار والعلاقة مع رئيس الحكومة مستشار سابق للسبسي: لا بد من توضيحات حول الوضع الصحي قال المستشار السياسي السابق لرئيس الجمهورية أبولبابة قزبار في تصريحه ل»الشروق» إن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية في طور التعافي. ومن غير المتوقع أن يدلي اليوم بكلمة لافتا النظرالى ضرورة تقديم التوضيحات اللازمة حول وضعه الصحي لقطع الطريق أمام كل ما يشاع حول عدم سيطرته على القرار.