تونس (الشروق) ساعة ونصف من الضحك قضاها جمهور الفن الرابع في سهرة الاثنبن الماضي 22 جويلية على ركح المسرح الأثري بقرطاج مع big bossa لوجيهة الجندوبي. هي نقطة ضوء وسط العروض المسرحية المبرمجة في المهرجانات الصيفية لهذه السنة وخاصة في مهرجان قرطاج الدولي الذي يعد الأعرق والأهم وجيهة الجندوبي التي عرفها الجمهور ممثلة تليفزيونية محترفة ومبدعة على خشبة المسرح تطل مرة اخرى على جمهور الفن الرابع بعد نجاح حققته من خلال «مدام كنزة» و»العفشة «عبر وان مان شوجديد تقمصت فيه كل الأدوار تمثيلا وإخراجا وكتابة، «بيغ بوسا « كما ارادت تسميتها صاحبة العمل هي من نوع الكوميديا السوداء وهوما بدا جليا منذ بداية العرض في لباس الممثلة وهي تصعد على الركح برداء اسود رافعة يدها لتؤدي القسم امام رئيس الجمهورية بعد تعيينها في منصب وزاري تبدأ حكاية «بيغ بوسا» عندما تصل رسالة الى مواطنة عادية تعلمها بأنها عينت وزيرة فتنطلق الرحلة مع حياة جديدة مليئة بالنقد والسخرية من حياتها البسيطة .. العرض جمع بين الأداء المتميز والأفكار العميقة التي أظهرت جدلا بين الواقع والخيال وبين الموجود والمنشود ... ما نعيشه اليوم على الساحة الاجتماعية والسياسية قدمته وجيهة الجندوبي بطريقة نقدية ساخرة ظاهرها مضحك وباطنها محزن قدمت ذلك من خلال مجموعة من الشخصيات التي تقمصتها على الركح وانتقدت عبرها عدة مواضيع يعيشها التونسي اليوم بين ماهوسياسي واجتماعي واقع رديء ومتعفن من ادارة دواليب الدولة والوزارات والإدارات سياسة المحاباة والولاءات ووضعية المرأة الهشة والطبقة الضعيفة والشهرة المصطنعة والإرهاب ... وغيرها من المواقف التي عاشها ويعيشها الشعب التونسي خلال السنوات الأخيرة ... صاحبة العرض اعتمدت كل التقنيات المسرحية لايصال رسالتها الى جمهورها من إيماء وإيحاء وتلميح وتصريح وحركات تعبيرية متنوعة تؤكد الطاقة الإبداعية والفنية التي تتمتع بها الجندوبي، العرض صاحبته مقاطع موسيقية ومؤثرات ضوئية و خمس شاشات زادت العرض رونقا واعطته بعدا مكانيا وزمانيا اين تدور احداث المسرحية في القصر الرئاسي ومجلس نواب الشعب والشارع التونسي في فترة احداث جانفي 2011 وما يمكن ان يحسب ايضا لهذا العمل هوعدم سقوطه في الإبتذال والإيحاءات والإسقاطات المجانية بل استطاعت الجندوبي ان تكون جريئة في طرح عدة مواضيع دون ان تحرج جمهورها في اي من المواقف التي قدمتها بالرغم من تطرقها الى عدة مواضيع حساسة ومسكوت عنها على غرار الغريزة الجنسية والجسد والعلاقة بين الجنسين ... انتهى العرض بالأغنية التونسية المعروفة «يا ام السواعد سمر» لصلاح مصباح أداها ابنه صبري مصباح .