في ظلّ «الحُزن الوطني» على رحيل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، ألغى الترجي المُواجهة الودية التي كانت ستجمعه اليوم ب»سان بيدرو» الإيفواري على أرضية ملعب مصطفى بن جنّات. وهذا الإجراء لا يندرج في خانة الإلتزام بقرار تعليق الأنشطة الرياضية والثقافية فحسب بل أنّه يعكس إجلال الترجي لمختلف المُناسبات الأليمة التي تشهدها البلاد. ولاشك في أن الجميع يتذكّر مُبادرة الفريق بتأجيل احتفالاته بكأس تونس في 2016 تضامنا مع ضَحايا الحادث المُفزع في القصرين. في الإنتظار تفيد المعلومات التي بحوزتنا أن الكشوفات الأولية أظهرت أن الإيفواري «فوسيني كُوليبالي» قد يحتاج إلى راحة طويلة نتيجة الإصابة التي يشكو منها. ولم تستبعد مصادرنا امكانية ركون اللاعب إلى راحة مُطوّلة هذا طبعا في انتظار الكشوفات النهائية والتأكيدات الرسمية للإطار الطبي. وكان «كُوليبالي» قد شعر ببعض الأوجاع ما فرض وضعه خارج رحلة المنستير وقد أكد الموقع الرسمي للفريق أنه سيخضع إلى الكشوفات اللاّزمة لتحديد نوعية إصابته وفترة الراحة التي يحتاجها للتّعافي. وتثير الوضعية الصحية ل»كُوليبالي» مخاوف كبيرة خاصة أنه يُعتبر من العناصر الوازنة في خط الوسط وقد تضاعفت مسؤوليته بعد خروج الثنائي «كوم» والشعلالي. بقية التحضيرات رهن «التَاس» ينتهي اليوم تربّص المنستير لتعود البعثة الترجية إلى العاصمة. ومن المُتوقّع أن يواصل الفريق تحضيراته في الحديقة «ب» في انتظار أن تتّضح الرؤية بخصوص الوديات التي قد تشهد بعض الإرباك في ظل الأحزان التي تعيشها تونس فضلا عن الضّبابية التي تُرافق قضية «الشُومبيانزليغ». ومن المعلوم أن محكمة التحكيم الرياضية وعدت بحسم النزاع القائم بين الترجي والوداد على اللّقب الإفريقي في أجل أقصاه 31 جويلية الجاري. قرار «التَاس» ستكون له انعكاسات مُباشرة على برنامج التحضيرات خاصّة أن الملف مفتوح على كلّ الاحتمالات. فقد تمنح «التاس» اللّقب إلى صاحبه الأصلي والشّرعي وهو الترجي مِثلما قد تتبنّى موقف ال»كَاف» وتختار إعادة لقاء الإياب في ملعب مُحايد وفي هذه الحالة سيكون الفريق أمام حتمية تجهيز نفسه لينتصر من جديد على الوداد. أمّا إذا جاء الخَبر السّار من «لوزان» السويسرية وتقرّر إسناد اللّقب للترجيين فإن فريق الشعباني قد يقوم بتربّص خارجي. وسيكون هذا التربّص في روسيا ومن غير المُستبعد أن ينطلق في 3 أو4 أوت هذا طبعا إذا تمّ غلق قضية «الشُومبيانزليغ» بفرحة ترجية عارمة ومن شأنها أن تُطفىء براكين الغضب التي فجّرها رئيس ال»كَاف» بعد أن منح اللّقب لمُمثّل تونس قبل أن يعدل عن قراره بضغط مفضوح من الطرف المغربي. في قفص الاتّهام مع اقتراب موعد الإعلان عن قرار «التَاس» تزايدت الضغوطات وتكاثرت الاتّهامات. وقد جاء تقرير مُراقب لقاء إياب الدور النهائي لرابطة الأبطال ليُثير حفيظة الترجيين ويُؤجّج غضبهم خاصّة أن تقرير الموريتاني أحمد يحيى يهدف إلى توريط الطرف التونسي من خلال الإشارة إلى جملة الخُروقات التي رافقت لقاء الترجي والوداد في رادس. وأشار أحمد يحيى إلى أنه لم يحضر الاجتماع الفني فضلا عن عدم علمه بغياب «الفار» ويرمي المُراقب الموريتاني الكرة في ملعب اللّجنة المُنظّمة والجامعة التونسية لكرة القدم مُعتبرا أنه تلقى وعودا بأن تدور المُواجهة في «ظروف مِثالية» على حدّ وصفه. وفي المُقابل يعتبر العارفون بالكواليس أن الطرف الموريتاني من المُوالين لجماعة أحمد أحمد وهوما يفسّر «تَحامله» المفضوح على مُمثّل الكرة التونسية. وفي سياق مُتّصل بهذا التقرير المثير و»المشبوه» يؤكد البعض أن النص الطويل العريض الذي حرّره أحمد يحيى قد لا يكون من العناصر المُؤثّرة في القضية. بن راجح يترقّب أنجز الترجي إلى حدّ الآن 8 صَفقات ومع ذلك فإن القانون يسمح له بتعزيز صفوفه بعنصر آخر ويكون سنّه فوق ال 21 عاما (بحكم أن الحارس صدقي الدبشي لا يندرج ضمن التعزيزات الثمانية المسموح بها في صنف الأكابر). الإنتداب التاسع قد يكون عنوانه محرز بن راجح الذي ينتظر القرار النهائي للإطار الفني. وهُناك بعض التردّد لإتمام صفقة بن راجح بحكم أن الجهة اليسرى مُزدحمة في ظل تواجد الجزائري إلياس الشتي وحسين الربيع فضلا عن امكانية التجديد لأيمن بن محمّد (ولوأن لاعب المنتخب يُواجه اغراءات كبيرة من الخارج). وفي سياق متّصل بالإنتدابات رجّحت بعض الجهات عودة النجم القديم للفريق فخرالدين بن يوسف خاصّة في ظل القطيعة المُرتقبة مع ناديه السعودي «الاتّفاق». وبالاستفسار عن هذا الموضوع تأكد لنا أن بن يوسف خارج اهتمامات الترجي الذي يملك عدة حلول في الرواقين الأماميين. كما أن التجربة الفارطة لبن يوسف في الحديقة «ب» كانت «شبه فاشلة» رغم التضحيات المادية الجسيمة لإنتدابه من «ماتز». وهذه المعلومات والقراءات قد لا تلغي امكانية التفكير في بن يوسف خاصة أن الفريق كان انتدب من قبل عدة أسماء لم تكن تحظى بالإجماع مثل الدربالي الذي كسب التحدي والبلايلي الذي لا أحد كان يُصدّق أنه سيُتوّجُ بطلا لإفريقيا ب»مريول» الترجي والجزائر.