على أحرّ من الجمر ينتظر الجمهور العريض للترجي قرار «التَاس» بشأن قضية رابطة الأبطال. وكانت محكمة التحكيم الرياضية المُنتصبة في مدينة «لوزان» السويسرية قد تعهّدت بالحسم في قضية الترجي والوداد في أجل أقصاه 31 جويلية الجاري. وقد تُصدر ال»تاس» قرارها بين الحين والآخر وسط ترقّب كبير في «باب سويقة» بل في الشارع الرياضي عُموما خاصّة أن القضية تهمّ أحد السفراء الدائمين والفَاعلين في المسابقات الدولية. ولن نبالغ في شيء إذا قُلنا إن هذا النزاع الرياضي يهمّ كذلك الدّولة التونسية بعد كِذبة رئيس «الكاف» أحمد أحمد الذي ادّعى زورا وبُهتانا أن الأمور الأمنية عندنا خارج نطاق السّيطرة وهو ما يَضرب صُورتنا في الصّميم. ما ضاع حق وراءه طالب بعيدا عن العاطفة التي قد تدفع الكثيرين إلى الوقوف في صفّ الترجي حُبّا فيه أوانتصارا للكرة التونسية، يؤكد الغريب قبل القريب أن اللّقب الإفريقي من حق نادي «باب سويقة». وقد شهد الناس من رادس إلى الرباط بأن الترجي فرض التعادل الايجابي على خصمه في عقر داره وأمام جمهوره قبل أن يهزمه بهدف البلايلي في مُباراة العودة في تونس. ويشهد القاصي والداني أن الوداد هو من قرّر الانسحاب والهُروب في حدود الدقيقة 60 بحجّة تعطل «الفار» الذي لا يُدرجه أهل الاختصاص ضمن الشروط الأساسية لخوض المُباريات الرياضية. ويعترف الجميع بأن لقاء رادس دار في ظروف عادية إن لم نقل جيّدة وذلك على عكس أكاذيب رئيس ال»كاف» أحمد أحمد الذي أساء إلى تونس مُعتبرا أن ذلك «الدربي» المغاربي - الافريقي رافقته تجاوزات أمنية. وهذا الكلام مردود عليه بحكم أن «الفينال» دار دون أن تسيل قطرة دم واحدة في الملعب الذي احتضن نهائيين افريقيين في أقل من عام (بين نوفمبر 2018 وماي 2019). كما أن الملغاشي كان يقف جنبا إلى جنب مع رئيس حكومتنا يوسف الشاهد العارف مثل كلّ التونسيين بأن حكاية «الهشاشة الأمنية» التي يتحدّث عنها أحمد أحمد كذبة كبرى في بلد يستقبل ملايين السُيّاح ويُواصل إنتاج الفسفاط واستقطاب المُستثمرين وتحقيق الاستثناء في التداول على السلطة رغم الداء والأعداد. اللّعبة مكشوفة جاءت قضية رابطة الأبطال لتكشف عن العلاقات «المشبوهة» بين رئيس «الكاف» وحليفه المغربي مُمثّلا في فوزي لقجع الذي كال الاتّهامات للجمعيات والمنتخبات التونسية. وادّعى لقجع أن الفِرق التونسية والمصرية تسيطر منذ عشرين عاما على خريطة الكرة الافريقية بواسطة التحكيم. ولا اختلاف في أن جمعياتنا ومنتخباتنا استفادت من الصّافرة التحكيمية مثل الجميع لكنّها تضرّرت أيضا من «جرائم» الحكّام. ومن الواضح أن خطابات لقجع تنبع من «الحَسد» ومن الشعور الدفين بتغيير «مَوازين القوى» عبر الكواليس لا في الميدان وهذا ما لمسناه على أرض الواقع من خلال القفزة الصاروخية لنهضة بركان بدفع من لقجع الذي فاته بأن تونس لها باع وذراع من زمان وله أن يسأل عمّا فعله رفاق «عتوقة» بجيل أحمد فراس في 1977 وله أن يُغضب بادو زاكي بالسؤال عن كرة طارق في 1988 وثنائية «سانطوس» والجزيري في 2004... الوجهة القادمة لبن محمّد رغم سعي الترجي لتجديد عقده فإن أيمن بن محمّد قد يُغادر الفريق خاصّة في ظل رغبته في خوض تجربة جديدة في الخارج. ولم يحدّد بن محمّد وجهته المُحتملة لكن عدة أنباء تؤكد أنه وقع تداول اسمه في عدد من الجمعيات مثل «جيرونا» الاسباني وأولمبيك مرسيليا والزمالك المصري فضلا عن البطولتين الأمريكية والتركية. الحلم العربي سيفتتح الترجي حملة البحث عن الزعامة العربية بمواجهة النجمة اللبناني. ومن المُقرّر إجراء الذهاب في لبنان والإياب في تونس. وتبقى البطولة العربية ضمن الأهداف المُهمّة قياسا بالعائدات المالية الضّخمة التي سيغنمها المُتوّج بالكأس التي ستحمل هذه المرّة اسم محمّد السادس. قضية الترجي والوداد في سطور الليلة الفاصلة بين 31 ماي و1 جوان: الترجي يُتوّج بطلا لإفريقيا بقرار من ال»كاف» وبعد انتصاره بهدف لصفر في مباراة الإياب في راس (اللقاء توقف في حدود الدقيقة 60 بسبب انسحاب الوداد) 5 جوان: اللجنة التنفيذية ال «كاف» تُقرّر إعادة لقاء الإياب في بلد مُحايد وذلك بتهمة التهديدات الأمنية التي رافقت مباراة رادس (مع تثبيت نتيجة الذهاب: 1 مُقابل 1). 14 و17 جوان: الوداد والترجي يطعنان في القرار عبر اللّجوء إلى محكمة التحكيم الرياضية (التاس). 15 جويلية: «التاس» تؤكد أنها ستُصدر قرارها في القضية في أجل أقصاه 31 جويلية.