جندوبة «الشروق»: يعتبر عمر السعيدي من أعلام الحركة النضالية والابداعية بجندوبة وهو أحد أساتذة الجامعة التونسية البارزين في تخصّص التاريخ الإسلامي، وكان منْ ضمن مَنْ سعوا إلى إرساء معالم مدرسة تونسية في كتابة التاريخ - تاريخ إفريقيةبلغة قدماء المؤرخين - وكانت له إلى جانب ذلك مساهمة رائدة في النشاط الثقافي والعمل الجمعياتي وهو ما بوأه مكانة المتصدر للمشهد الثقافي من خلال تسمية المركب الثقافي بجندوبة باسمه وهذه سطور عن مسيرة الرجل رحمه الله. ولد عمر السعيدي سنة 1939 في جندوبة، درس في مدرسة النور وهي أول مدرسة خاصة في الجهة وعلى يد مؤسسها مصباح بن عبد الله الإينوبلي منذ سنة 1944 ،وفي سنة 1952 انتقل إلى العاصمة لمواصلة تعليمه بالصادقية (فرع خزندار) وإثر ذلك وبعد سنة تحضيرية إلتحق بفرنسا حيث تحصل على الإجازة في الآداب (اختصاص عربية وتاريخ) ثم تحصل على شهادة الدراسات العليا بجامعة ليون سنة 1962 - 1963 وذلك إثر تقديم أطروحة بعنوان «مساهمة في تاريخ الموحدين». درّس عمر السعيدي بجامعة باريس 8 في أهم فتراتها من 1968 الى 1972 بصفة ملحق بقسم التاريخ كما درّس بالجامعة التونسية من 1972 إلى تاريخ وفاته وكان من أبرز المساهمين في دعم دراسة التاريخ العربي والإسلامي وفي دعم تعريبه وتعصير مناهجه ومن أبرز مؤسسي الجامعة التونسية . توفي المرحوم السعيدي سنة 1990 وهو على باب تقديم أطروحة الدولة التي استغرق إعدادها سنوات عديدة وموضوعها « تنظيم الجند في العصر العباسي « وساعده على ذلك إتقانه لعدة لغات منها الإفريقية واللاتينية . إصدارات وإثراء للمكتبة الوطنية العمر السعيدي مجموعة من المخطوطات تنتظر النشر وهي : 1) مساهمة في تاريخ الموحدين (التجربة الأولى في الوحدة المغاربية ) ثلاثة أجزاء . 2) فلسطين (وقد حالت عدة ظروف دون طبعه منذ 1974). 3) تنظيم الجند في العصر العباسي 4) مجموعة من المخطوطات في مواضيع مختلفة تخص مجموعة من الدراسات في الإسلام وتاريخه وأخرى حول التاريخ الجهوي. له مجموعة من المقالات منشورة بالدوريات المختصة ذات الصبغة العلمية والأكادمية والأجنبية ومنها مقالات بدوريات (أرابكا) وحوليات الجامعة التونسية وكراسات مركز البحوث والدراسات الإقتصادية والإجتماعية. ومن آثاره المنشورة : 1) كتاب العيون والحدائق في أخبار الحقائق (في قسمين) تحقيق ونشر منشورات المعيد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق 1972 2) فحوص مجردة العليا (بالفرنسية) المطبعة الرسمية بتونس 1980.