ينطلق موسم الصولد الصيفي بداية من يوم 7 أوت 2019 وسيتواصل مبدئيا طيلة ستة أسابيع مع إمكانية التمديد فيه بأسبوعين لكن هل يستفيد المستهلك من هذا الموسم الذي يتزامن مع عيد الاضحى والعودة المدرسية؟ تونس (الشروق) تعدّدت أبواب النفقات والمصاريف التي يواجهها التونسي بسبب تتالي المناسبات الاستهلاكية والغلاء المشط للأسعار وهو ما يجعل الكثير من المستهلكين يعتبرون ان موسم التخفيضات لن يلقى اهتماما خاصا هذه السنة بسبب ما يوجهونه من نفقات مصاريف عيد الاضحى وقرب العودة المدرسية وما تمثله هذه المناسبات من إرهاق مادي للعائلات التونسية الغارقة أصلا في الديون و"الروج" بسبب تتالي المناسبات من رمضان الى عيد الفطر الى موسم النجاح والافراح والمناسبات العائلية والاصطياف بالإضافة الى ثقل فواتير الكهرباء والماء والاتصالات دون الحديث عن مختلف المناسبات الطارئة.. ونظرا لتعدد أبواب الانفاق فان فئة واسعة من التونسيين تبدو غير قادرة على الاستفادة من موسم التخفيضات. تحسين الجودة ويشار الى انه من خلال شهادات عدد من التونسيين فان اكثر ما يزعجهم ان العديد من المحلات لا توفر خلال موسم الصولد الملابس والاحذية ذات الجودة العالية بل انها تعرض بضاعة من جودة متدنية باستثناء بعض المحلات من الماركات العالمية واضاف عدد منهم انه التقط صورا لواجهات بعض المحلات للقيام بمقارنتها مع اول ايام الصولد واعتبر البعض انه يتم اخفاء البضائع الجيدة. من جهة اخرى اعتبر عدد منهم ان الطاقة الشرائية للمستهلك تدهورت بشكل غير مسبوق وهو ما غيّر العادات الاستهلاكية وقائمة الاولويات ويشير جل من تحدثنا اليهم ان اولوية الكثير من الاسر هي توفير مستلزمات العودة المدرسية قبل التفكير في الصولد و عيد الاضحى الذي لم تعد عدة أسر قادرة في السنوات الماضية على ادخاله ضمن اولوياتها بسبب الغلاء وهو ما يجعل حظوظ «الصولد» ضعيفة باستثناء العائلات التي خططت لشراء ملابس العودة المدرسية وذكرت فئة واسعة من التونسيين ان وضعيتهم المالية لا تسمح بمجرّد التفكير في الملابس الجديدة بسبب غلاء اثمانها حتى بعد التخفيضات وبالتالي يصعب عليهم الاستفادة من «الصولد» منه خاصة ان أغلبهم غير قادر على ادخار الاموال لهذه المناسبة وفي المقابل اعتبر الكثيرون ان الصولد مناسبة لبعض التجار للتخلص من بضائعهم الكاسدة والتي لم تعد تندرج ضمن الموضة من جهتهم يأمل العديد من التجار ان يحققوا انتعاشة في موسم الصولد والتخفيف من وطأة الكساد الذي عانوا منه طويلا خلال باقي اشهر السنة ويشار الى ان قطاع النسيج يشكو منذ فترة من سلسلة من الصعوبات تتعلق خاصة بغزو التجارة الموازية لسوق الملابس والاحذية التي ساهمت في تراجع مردودية المحلات التجارية التي تنشط بطريقة قانونية. مخالفات ويشار الى ان اكثر من 352 تاجرا انخرطوا الى حد الان في الصولد في انتظار ان يصل عددهم قبل انطلاق الصولد الى 950 مشاركا 60 بالمائة منهم ينشطون في مجال الملابس الجاهزة والاحذية وقد تم الى حد الان رصد 35مخالفة اقتصادية تتعلق بمجال الفوترة ومصدر المنتوجات المجهول واجراء التخفيضات قبل 40يوما من انطلاق موسم الصولد وقد تذمّر عدد من التجار من تواصل الركود التجاري ومن سوء الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد بسبب تواصل الانتصاب العشوائي واهتراء مقدرة التونسي الاقتصادية التي دفعته الى مزيد الاقبال على الاسواق الموازية. وفي هذا الاطار ذكر رئيس منظمة ارشاد المستهلك لطفي الرياحي انه من المتوقع ان يكون الإقبال متواضعا على «الصولد» نتيجة تواصل ارتفاع اسعار الملابس الجاهزة بعد التخفيض واغراق السوق بملابس ذات جودة ضعيفة لا ترقى لانتظارات التونسي كما ان نسبة كبيرة منها مستوردة مما يجعل المنتوج التونسي لا يستفيد كثيرا من هذا الموسم واضاف ان جل العائلات التونسية تتجه نحو العودة المدرسية والعيد إضافة إلى ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس ولغلاء المعيشة وتواتر المناسبات. وفي السياق ذاته، دعا لطفي الرياحي، رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك العائلات إلى تجنب التداين كما دعا الى الشفافية في المعاملات التجارية واعتبر ان عديد الشكايات وصلت من المواطنين حول ضعف جودة المنتوجات المعروضة في موسم التخفيضات وغلاء الاسعار واعتبر ان المنظمة تتلقى يوميا نحو 20شكاية في فترة الصولد بسبب الاشهار الكاذب والتلاعب في الاسعار وضعف الجودة. ويشار الى ان عديد المستهلكين يدعون الى ضرورة تنقيح القانون عدد 40 لسنة 1998 المنظم لطرق البيع وذلك قصد ترسيخ ثقة متبادلة بين المستهلك والتاجر. ويهدف التنقيح الى التقليص في مدة إدراج المنتجات المتعلقة بالصولد من ثلاثة أشهر إلى شهر, بما يجعل المنتج مواكبا لمستجدات السوق. ياسر بن خليفة مدير عام المنافسة والأبحاث الاقتصادية «تخصيص 55 فريقا لمراقبة الصولد» صرح مدير عام المنافسة والأبحاث الاقتصادية ياسر بن خليفة ل"الشروق" ان موسم التخفيض الصيفي "الصولد" ينطلق بداية من يوم 7 أوت 2019 وسيتواصل مبدئيا طيلة ستة أسابيع مع إمكانية التمديد فيه بأسبوعين. وفي خصوص عدم انسجام هذا الموعد مع المستهلك أفاد بن خليفة أن تحديد هذه الفترة تم بالتشاور بين وزارة التجارة والمهنيين وهي تأتي قبل عيد الأضحى والعودة المدرسية بغية تمكين الأولياء من اقتناء ملابس العيد والأدوات المدرسية بأسعار معقولة موضحا ان موعد الصولد اصبح قارا في نفس الموعد حتى يتسنى للأسر برمجة ميزانيات خاصة والاستفادة من هذا الموعد. واضاف أن التخفيضات ستتراوح بين 20 و80 بالمائة مشيرا إلى انطلاق حملات المراقبة، التي تستهدف خاصة محلات بيع الملابس الجاهزة والأحذية وذلك من خلال معاينة البضائع المعروضة ومصادرها وأثمانها خلال فترة ما قبل موسم التخفيضات. وقد تم تخصيص 55 فريقا للمراقبة الاقتصادية يتوزعون على كامل البلاد وقد نتج عن هذه الحملة الى حد اليوم تحرير 35مخالفة اقتصادية تتعلق بالفوترة ومصدر البضائع واجراء التخفيضات قبل 40يوما من الصولد.. وينتظر ان يتم تكثيف حملات المراقبة خلال فترة التخفيضات لضمان احترام تطبيق قواعد التخفيض ويشار الى ان عدد التجار الذين شاركوا الى اليوم في الصولد بلغ 352تاجرا في انتظار ان يصل عددهم 950تاجرا ككل سنة وسيرتفع ضغط المشاركات قبل يوم او اثنين من انطلاق الصولد. علما وأن التجار المهتمين بموسم التخفيض يقومون بإيداع مطالب المشاركة انطلاقا لدى الادارات المركزية والجهوية التابعة للوزارة. علما وان 60بالمائة من القطاعات المشاركة في التخفيضات تتمثل في الملابس الجاهزة والاحذية