في مناطق سياحية وسكنية بولاية نابل وبالتحديد، بمدخل مدينة الحمامات والمرازقة والخروبة، تشاهد عشرات من حيوان الخنزير، تغزو المناطق السكنية مما جعل الأهالي يعيشون في اجواء من الرعب. مكتب نابل (الشروق) واطلق الاهالي صيحات فزع خوفا من الخنزير الوحشي على حياتهم وعلى حياة اطفالهم الذين اصبحوا يتجنبون الخروج الى الشارع للتنزه، او ممارسة انشطة رياضية وترفيهية، التي تكون خلال فصل الصيف، فبعد غروب الشمس ينزل الخنزير في شكل قطيع إلى الأحياء السكنية والأودية للبحث عن الطعام الموجود في الحاويات، مما اصبح يشكل خطرا على حياتهم، وهو ما أكده المواطن وجدي بن عمر أصيل حي السنيت بالمرازقة الذي صرح ل»الشروق» أن الخنزير الوحشي أصبح متواجدا بشكل ملفت للانتباه، خاصة ان ظهوره في شكل قطيع ينزل ليلا، خاصة قرب المنازل والبناءات المحاذية للمناطق السياحية بالحمامات. خوف وقلق وتابع محدثنا انه لم يعد متواجدا فقط بالجبال، مما تسبب في حالة ذعر وقلق لدى المواطنين خاصة متساكني حي «السنيت»، لأنه يفتقر للتنوير العمومي بالرغم من وجود أعمدة كهربائية تقارب ال150 عمودا تفتقر للصيانة ، مما يزيد في هيجان الخنزير الوحشي بهذا الحي، وكذلك تفاقم الخطر بالنسبة للمواطنين، الذين اصبحوا يتجنبون الخروج من منازلهم رفقة أطفالهم، بالرغم من حرارة الطقس، الا انهم حرموا من التمتع بالترفيه والخروج للسهر، لأن الخنزير أصبح تقريبا يعيش معهم خاصة بجانب منازلهم بحثا عن الطعام وبالقرب من الفضلات. وأشار وجدي بن عمر إلى ان حادثة خطيرة جدت الأسبوع الفارط، كادت تودي بحياة شخص في حدود الثالثة ليلا، عندما كان على متن سيارته بالطريق الرئيسية وتفاجأ بخروج قطيع من الخنازير الوحشية أمامه، يفوق عددهم ال20 خنزيرا، مما تسبب له في ارتباك وكادت هذه العملية تتسبب في كارثة. حوادث خطيرة ومن جهته، بين المواطن الجديدي بن يونس في حديثه ل»الشروق» أن ظاهرة خروج الخنزير الوحشي بالمناطق السكنية والسياحية، قد تفاقمت خاصة بعد التاسعة ليلا بالمرازقة ومدخل الحمامات والخروبة والحمامات المدينة ووسط الأحياء السكنية وقرب النزل والاودية، مما جعل المواطنين يتذمرون ويطلقون صيحة فزع، نظرا للخطر، الذي يشكله تواجد الخنزير الوحشي بالقرب منهم خاصة مع فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، مشيرا الى أن الأهالي تقدموا بعديد التشكيات للسلط الجهوية والمحلية، لكن دون تجاوب وتفاعل ايجابي، رغم صيحات الفزع خاصة بعد حادثة تعرض لها صديقه منذ يومين كان عائدا إلى منزله، وهو مترجل، وما راعه إلا أن اعترضه قطيع، من الخنزير الوحشي يفوق عددهم ال25 خنزيرا وحاولوا مهاجمته، وقد قفز من أعلى سور منزل لا يعرفه هربا، مما تسبب له في حالة من الذعر والخوف، وكادت الحادثة تتسبب في مأساة له. هذا ودعا الجديدي بن يونس السلط للتدخل لقنص هذا الحيوان الخطير، لضمان سلامة الاهالي. السلط الجهوية تتدخل وقد اتصلت «الشروق» بمعتمد الحمامات محمد عبد الواحد لمعرفة الإجراءات المتخذة في هذا الموضوع، وقد أكد انه في إطار التصدي لظاهرة تواجد الخنزير الوحشي لا سيما في محيط الأحياء الشعبية المتاخمة لمدينة الحمامات بدءا من تخوم جبل الحمامات على مستوى حي بن يونس بالمرازقة، وصولا إلى المناطق المحاذية للجبل والمناطق السياحية ،وتم الاتصال بالمندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بنابل وإطلاعه على هذه الوضعية. وتابع المعتمد انه تم إطلاع والية نابل على وجود عديد التشكيات من طرف المواطنين سواء متساكني تخوم الجبل أو بعض المناطق السياحية بالشريط الساحلي على مستوى الحمامات المدينة، وتم الترخيص بصفة استثنائية لجمعية الصيادين بنابل والشرطة البلدية بالحمامات للتدخل للقيام بحملات استثنائية على مدار الساعة خاصة الساعات المتأخرة من الليل والتي ستمتد خلال شهر أوت الجاري للتصدي لهذا الإشكال الحاصل لتكاثرالخنزير الوحشي. خطة استثنائية...لكن وبين عبد الواحد، أن أسباب تكاثر الخنزير بهذه المناطق يعود للبناءات الفوضوية المتاخمة لجبل الحمامات بعد الثورة باعتبار أن الخنزير ينزل من الجبال عندما يشتم رائحة الطعام أو فواضل الأكل وينزل في شكل قطعان، مما ساهم في تكاثر الخنزير الوحشي. وأكد معتمد الحمامات ل»الشروق»، أنه في سياق متصل، تم إشعار بلدية الحمامات بضرورة التدخل قصد صيانة الفوانيس المتعلقة بالإنارة العمومية على مستوى هذه المناطق والنظر في برمجة استثنائية للتدخل في الأحياء التي تشكو نقصا كبيرا فى الإنارة والتي تتطلب تدخلا عاجلا من طرف مصالح بلدية المنطقة. كما بين محمد عبد الواحد أنه للتصدي لهذه الظاهرة انعقدت أيضا جلسة عمل جمعت ممثل إدارة الغابات والشرطة البلدية لوضع خطة استثنائية للتدخل لقنص الخنازير في أي وقت.