الشروق - مكتب الساحل: تعرف منطقة شط الرمان التابعة لمعتمدية أكودة من ولاية سوسة كارثة بيئية بسبب سيلان المياه المستعملة على مدار السنة بالوادي الكبير الذي يعبر المنطقة، مما تسبب في انسداد الوادي بفعل تنامي الأعشاب وقصب الوادي الذي بلغ ارتفاعه عدة أمتار، وحوّل المنطقة إلى ما يشبه « غابة الأوزون» وفق تعبير أهاليها. ودعا أهالي منطقة شط الرمان إلى تدخل عاجل من السلط المعنية لحسم هذا الإشكال بصفة جذرية، مؤكدين أن الأمر يتجاوز البلدية ويتطلب تصورا لمشروع وطني متكامل ينهي معاناة أهالي المنطقة التي باتت معزولة وتشتكي غياب التنوير وتعبيد الطريق الموازي لمجرى الوادي، مما زاد من معاناتهم خصوصا في فصلي الخريف والشتاء. وقال مواطنون من هذه المنطقة التي زارتها «الشروق» وعاينت وضعها، ان هناك محطة تصفية مياه تنطلق من وادي لاية بالقلعة الصغرى مرورا بهذه المنطقة ووصولا إلى وادي الحمام تفرز مياها مستعملة تسيل على مدار السنة وتعبر المنطقة، وهو ما أضر بالمائدة المائية، مؤكدين أن الأزمة تعمّقت منذ سنة 2015 حيث أصبح الوادي الكبير المحيط بمنطقة شط الرمان مصبا للمياه المستعملة القادمة من القلعة الكبرى ومن القلعة الصغرى، إضافة إلى تراكم الأوساخ والروائح الكريهة وتكاثر الوشواشة. وأشار المواطنون إلى انه منذ ان تم إقامة الجسر على الوادي الكبير على مستوى منطقة الوردة، بمعتمدية أكودة سنة 1998 لم يتم تعهده وصيانته، داعين الوزارات المعنية الى التدخل العاجل من أجل إنهاء مشكل التلوث الذي بات يهدد سكان المنطقة، رغم التدخل الظرفي لديوان التطهير بفتح خندق لتسهيل سيلان المياه المستعملة. وتوجه سكان المنطقة ونشطاء بالمجتمع المدني بأكودة بعدة عرائض إلى السلط الجهوية والمركزية داعين إلى إرساء مشروع وطني لتهيئة المنطقة والقضاء على مشكل التلوث البيئي بصفة نهائية. وكانت مكونات المجتمع المدني بأكودة قد أعدت وثيقة توجيهية لمعالجة الأزمة البيئية، تتضمن خمس نقاط، وهي مد قنوات تصريف مياه الأمطار على مستوى شارع البيئة وشارع الجمهورية، حماية شط الرمان من الفيضانات، تنظيف وجهر الأودية (وادي لأية والبوادي الكبير ووادي الحمام) برمجة تبليط الأودية، كما هو شأن وادي الحمام، وفتح الطرق المحاذية للأودية.