عبّر عدد من أهالي ومتساكني منطقة شطّ الرمّان من معتمديّة أكودة عن عميق استيائهم من الوضعيّة الكارثيّة التي تعيشها منطقتهم والتي تزداد تأزّما وصعوبة خصوصا مع حلول موسم الأمطار حيث عبّر المنصف قاسم، أحد متساكني المنطقة، عن حجم المأساة التي يعيشها متساكنو شطّ الرمّان نتيجة لإنعدام أبسط وأوكد الضروريّات الحياتيّة لعيش كريم، والمتعلّقة أساسا بتهيئة المسالك الفلاحيّة، مشيرا إلى الحالة السيّئة للمسالك الفلاحيّة المؤدية إلى الضّيعات والأحياء السّكنيّة التي يزداد عددها يوما بعد آخر نتيجة تفويت أغلب أصحاب الضّيعات والمقاسم الفلاحيّة في أراضيهم بالبيع لانعدام التّشجيعات والحوافز من ناحية، مقابل كثرة التّضحيّات من ناحية أخرى وهو ما جعل من منطقة شطّ الرمّان مجرّد تسمية لا تعكس بتاتا واقع النّشاط الفلاحي المحدود جدّا والذي بات يقتصر على مساحات صغيرة ومحدودة. واستنكر قاسم عدم تدخّل أيّ جهة سواء بلديّة المكان أو مندوبيّة الفلاحة أو السّلط المحليّة وزيارة المنطقة سواء عند نزول الأمطار الأخيرة أو مباشرة بعدها، وشدّد على غياب التدخّل رغم توجيه عديد النّداءات والإشعارات فضلا عن المراسلات الكتابيّة إلى الجهات المعنيّة بهدف تهيئة المسالك الفلاحيّة التي تحكم على المتساكنين بأن يعيشوا شبه عزلة لمدّة أيّام نتيجة لانتشار برك المياه الآسنة والأوحال الموجودة إلى حدود اليوم رغم مرور أسبوع من تاريخ نزول الأمطار الأخيرة وسط تجاهل كامل من البلديّة والمجلس البلدي المنتخب الذي لم يكلّف خاطره مجرّد الإذن بتوجيه آلة ماسحة وتيسير تدفّق المياه عبر المجرى الطبيعي للوادي الغربي الذي سدّت منافذه من خلال تعمّد بعض المالكين إلقاء فضلات البناء وردم جانب كبير منه، وهو ما أدّى إلى فيضان المياه وتجمّعها على مستوى منطقة «القواسميّة « التي تمثّل نقطة التقاء وتجمّع فائض مياه الوادي الكبير ووادي لاية والوادي الغربي وهو ما خلّف أضرارا جسيمة بالمحلاّت السكنيّة نتيجة الإنزلاقات الأرضيّة التي نتج عنها تصدّع الجدران فضلا عن الرّطوبة المنتشرة بأغلب المحلاّت السكنيّة وما تمثّله من مخاطر صحيّة على متساكنيها وخصوصا منهم الصّغار وحديثي الولادة. كما أشار المنصف قاسم إلى ما اعتبره مظلمة في حقّ المتساكنين نتيجة غياب التّنوير العمومي رغم تركيز الأعمدة الكهربائيّة ومطالبة المتساكنين في عديد المناسبات ومناشدتهم بلديّة المكان بالإجتهاد قليلا ومراعاة مصلحة المتساكنين وذلك بتركيز بعض المصابيح التي من شأنها أن تنير سبيل التّلاميذ والطّلبة والأهالي وتؤمّن عودتهم إلى منازلهم وقت الظّلام غير أنّ المقترح والمطلب البسيط بقي معلّقا إلى اليوم رغم عديد التّطمينات والوعود التي ذهبت مهبّ الرّيح مع انقضاء تواريخ مختلف المحطّات الإنتخابيّة كما أشار المنصف إلى حجم الخسائر الماديّة التي باتت تعصف بالعدد القليل من فلاّحي منطقة شطّ الرمّان مشيرا إلى اتلاف عدد محترم من أشجار الزّيتون وبصفة خاصّة الرمّان نتيجة لتجمّع مياه الأمطار لمدّة أشهر وعدم تفكير أو تدخّل أيّ جهة للقيام بعمليّة شفطها لتستحيل بذلك الأشجار هياكل يابسة منتصبة شاهدة عيان على حجم الإهمال والتّهميش الذي تعيشه المنطقة. من جهة أخرى عبّر جمال قاسم الذي كان غاضبا ومعاتبا لمختلف وسائل الإعلام التي لم تواكب وتنقل معاناتهم الأسبوع الفارط وقت نزول الأمطار مقلّلا في ذات الوقت من تأثير التّناول الإعلاميّ في أصحاب القرار حيث أشار جمال إلى انتشار جحافل النّاموس والبعوض ومختلف الحشرات نتيجة انتشار برك المياه الرّاكدة، وأجزم على غياب أيّ تدخّل من أيّ جهة لمداواة الوادي وأماكن تجمّع جحافل النّاموس ولو بالطّرق اليدويّة التّقليديّة محدوديّة الفاعليّة سواء خلال الصّيف أو في هذه الفترة التي تشهد انتشارا واسعا لمرض اللّسان الأزرق بعدّة جهات. وأكّد رفقة بعض المتساكنين على مخلّفات وتداعيّات الهجمات الشّرسة و»عمليّات الإنزال» لكومندوس الوشواشة أثناء اللّيل الذي يفتك بأجسادهم وأجساد فتيّة لأطفال ورضّع ويفرض عليهم طوقا وحصارا شديدا يلزمهم بإحكام غلق الأبواب والنّوافذ وكلّ المنافذ توقّيا من لسعات سامّة حمّلت بعض العائلات صرف مبالغ ماليّة كبيرة لإقتناء مراهم وأدوية في حين أثنى جمال قاسم على سنوات خلت قبل الثّورة كان يتمّ خلالها مداواة الوادي بالطّائرة وبصفة دوريّة. كما أشار إلى غياب أعوان النّظافة منذ ما يزيد عن الأسبوع لرفع الفضلات المنزليّة نتيجة لاستحالة عبور الشّاحنة التي كانت في مناسبات سابقة ضحيّة انزلاقات وهو ما جعل المتساكنين يحملون أكياس الفضلات لإلقائها في الحاويات الموجودة بالطّريق الرّئيسيّة كإجراء وقائي يحدّ من تعميق أزمة الوضع البيئي والصحّي الكارثي الذي تعيشه المنطقة. وفي ختام حديثه ناشد قاسم السّلط الجهويّة والمحليّة تحمّل مسؤوليّاتها ومراعاة الجانب الإنسانيّ والنّظربشكل جدّيّ ودقيق في مطالب ومقترحات المتساكنين من خلال التّفكير في حلول عاجلة تحدّ ولو بعض الشيء من معاناة متساكنين المنطقة في انتظاراتّخاذ اجراءات وتدابير مستقبليّة مدروسة تبدأ أوّلا بإدراج المنطقة بمثال التّهيئة العمرانيّة.