تونس - الشروق أكّد الدكتور إحسان العر نقيب الفنانين التشكيليين في سوريا وعميد كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق أن الحرب التي فرضت على سوريا منذ ثماني سنوات لم تؤثر على الفن التشكيلي الذي انتعش أكثر من ذي قبل. شارك الفنان والأكاديمي السوري إحسان العر في الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان المحرس للفنون التشكيلية قادما من دمشق وقدم مداخلة كانت فرصة للاطلاع عن واقع الفن التشكيلي في سوريا بعد ثماني سنوات من حرب مدمرة. «الشروق» إلتقته في مدينة المحرس وكان هذا الحوار كيف تشخص واقع الفن التشكيلي في سوريا خلال سنوات الحرب؟ الفن التشكيلي في سوريا في فترة الحرب استمر بنسق أعلى مما قبل الحرب وهذا يعود إلى وعي الفنانين التشكيليين وحبهم للارتقاء بالفن التشكيلي بعيدا عما هدمته الحرب من آثار وموروث ثقافي سوري وكانت هناك ردة فعل من الفنانين السوريين بإقامة معارض وملتقيات ومهرجانات في كل المحافظات السورية وهناك نشاط فني كبير في الرسم والنحت في فترة ثماني سنوات من الحرب أكثر مما كانت عليه قبل الحرب. هل هناك سوق للفن التشكيلي كيف يعيش الفنان السوري اليوم؟ لا أحد يعيش من الفن التشكيلي لا في سوريا ولا خارجها في العالم العربي خاصة إلا في حالات نادرة معظم الفنانين يمارسون الفن تلبية لرغبة داخلية وجدانية عميقة وليس حبا في المال أو تحصيل مورد رزق الفن التشكيلي فن ذاتي نخبوي الفنان له مورد رزق آخر يقوم بممارسة الفن نحتا أو رسما تلبية لنداء داخلي فيما يتعلق بالسوق هناك تجار للفن في كل الدول وليس في سوريا فقط إلا في بعض الحالات عندما يكلف الفنان بتنفيذ عمل فني لصالح مؤسسات عامة أما الفن الذي يعرض في المعارض فلا يمكن ان نسميه سوق. عدد كبير من الفنانين السوريين هاجروا هل بدأ موسم العودة؟ الحرب أثرت على كل السوريين كما هاجر الفلاحون والحرفيون والموظف هاجر بعض الفنانين لكن سيعودون إلى بلدهم وفعلا بدأ الفنانون يعودون إلى بلادهم وأغلب من هاجروا بدأوا يعودون. بالنسبة للتعليم العالي في الفنون الجميلة كم لديكم من كلية؟ هناك أربع كليات الأولى في دمشق كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق وكلية الفنون التطبيقية في مدينة حلب وكلية متخصصة في المعمار في اللاذقية وفي مدينة السويداء لكن الكلية الأساسية في دمشق والبقية هي كليات مستحدثة. إلى حد أثرت الحرب على المتحف والآثار؟ على المتاحف لم تؤثر لأن الدولة كانت العين الساهرة على حماية الآثار لكن بعض المناطق الأثرية تعرضت إلى اعتداءات مثل مدينة تدمر التي تعرضت إلى تدمير كبير هناك مؤامرة على سوريا عربية وغربية لا يريدون النهوض لسوريا والحرب هي أساسا حرب ثقافية قبل ان تكون حرب من أجل النفط أو الثروات الطبيعية يريدون محو تاريخ سوريا عمرها 10 آلاف سنة قبل الميلاد هذا ما يهدفون إليه الهدف الحقيقي هو استهداف الحضارة والآثار. كيف ترى مستقبل سوريا؟ سوريا تجاوزت الحرب والحرب أصبحت ماضي ونحن نستعد لبناء سوريا جديدة تليق بالشعب السوري الشعب الذي لا يعرف إلا التسامح بين الأديان قبل أن يقدموا لنا الاسلام في سوريا على أنه دين القتل والذبح هذه صورة خاطئة سوريا بلد محبة وتسامح بلد الشعراء والفنانين وستمضي سوريا قدما في كل المجالات سوريا أول بلد عربي يعرف البرلمان أول بلد فيه خريجات جامعة طبيبات أول بلد تتولى فيه المرأة مناصب ديبلوماسية. ستعود سوريا قريبا أجمل مما كانت.