اشتهرت المنصورة منذ القديم بكرم أهلها وجمال نسائها وأنها موطن اصيل للطرب، وماتزال المنصورة حتى اليوم تتمتع بشهرة واسعة في هذا المضمار حتى ان مشاهير الفنانين الذين تبوؤا مكانة مرموقة على المدى هم من المنصورة او مروا فيها وهم في طريقهم الى المجد استقر الشيخ محمد السنباطي في المنصورة والحرب العالمية الأولى تدق أبواب النهاية، وكان رياض قد بلغ الثامنة من عمره عندما التحق بمدرسة الحي الابتدائية التي كان لا يشغله عنها في ذهايه وايابه منها سوى ذلك النجار المعروف باسم « الاسطى حسن « الذي يقع في طريق المدرسة والذي دأب على الدندنة بعوده أكثر من الاشتغال بمهنته، يقف الطفل السنباطي منصتا لعزفه ثم يسارع بالعودة الى البيت ليجرب ما استمع اليه على عود ابيه وحين بلغ سن التاسعة من عمره كان ما تعلمه من الاسطى حافزا للسعي وراء مزيدمن المعرفة وكانت صداقته للاسطى حسن التي بدأت بالنظر والاستمتاع قد اخذت تتوطد يوما بعد يوم حتى انه أصبح يهرب من المدرسة ليتعلم منه من ناحية أخرى وعلى الرغم من مشاغل الاب بالحفلات، كان يجد لديه متسعا من الوقت للاهتمام بأسرته وخاصة برياض الذي لفت انتباهه أكثر من مرة شغفه بالعود ومحا ولاته في أداء بعض الالحان الشائعة فأولاه بعض العناية واشترط عليه حفظ القران الكريم والقصائد الدينية والمدائح النبوية ليعطيه دروسا جادة في تعلم العزف على الة العود وهكذا اخذت دروس الاب لابنه تتخذ طابعا جديا في اعقاب كل سورة يحفظها او قصيدة يرددها وكان التفوق في المدرسة والنجاح المستمر من الشروط الأساسية التي فرضها ذلك الشيخ الواعي على اسرته والذي اورث ابنه ذلك حتى عرف به واشتهر فيه، ولكن انى لرياض ان ينجح في المدرسة والموسيقى تشغل باله واحاسيسه وكل مشاعره كانت تدريبات الشيخ محمد السنباطي مع فرقته وبطانته تتم في البيت وكان هذا الامر يتيح لرياض اشباع نهمه الموسيقى فكان يتلقف كل شيء ويحفظ كل شيء دون ان يدرك بان ما يحفظه من موشحات وادوار هي المفاتيح التي ستقوده الى المجد الذي كان لا يفكر فيه قدر تفكيره في ان يغدو ذات يوم مطرب المنصورة الوحيد في هذا المناخ الموسيقى البحت كانت موهبته تتنامى لتقف امامها علوم الاب عاجزة، لقد حفظ أجزاء من القران الكريم واتقن أصول التجويد والتهم كل معلومات ابيه الموسيقية. يتبع