اعترفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي عادة ما تتكتم على تفاصيل حياتها الشخصية، بأنها ارتكبت فعلاً "طائشاً" أيام مراهقتها، عندما حاولت في شبابها تدخين سيجارة، وأخفت ذلك عن والديها. وقالت ميركل، رداً على سؤال صحفي حول ارتكابها أية "خطيئة شبابية": "دخنت سيجارة في عمر صغير إلى حد ما ولم أبلّغ والديّ… لذا يمكنني القول إنها خطيئة صغيرة". ولكن ماذا عن الحياة العاطفية لأقوى امرأة في العالم والملقبة بالمرأة الحديدية؟ الحب والزواج تعد أنجيلا ميركل أقوى سيدة ليس فى ألمانيا فقط، وإنما فى أوروبا، فالمستشارة الألمانية ملقبة بالمرأة الحديدية بعد أن قادت بلادها لسنوات طويلة تمتعت فيها بشعبية كبيرة فى إدارتها للبلاد، ووراء هذه السياسية القوية كان يقف الزوج الهادئ المحب للطبيعة يواكيم ساور. لقد تزوجت ميركل زوجها الأول وزميل دراستها أولريش ميركل، وتلقبت بلقب عائلته، بعد أن تعرفت عليه في المدرسة، التي كانت تتمتع فيها بتفوق في الرياضيات والفيزياء واللغة الروسية. لكن فشلا في استكمال حياتهما سويا، وانفصلت ميركل عن زوجها أورليش بعد مرور 5 سنوات، لتعمل نادلة في مطعم، إلى جانب دراستها للفيزياء، عقب طلاقها. ولم تتوقف حياة ميركل العاطفية عند هذا الحد، حيث قابلت البروفيسور يواكيم ساور، في أكاديمية العلوم ببرلين، الذي تزوج تلميذته آنجيلا في العام 1998. ومعروف عن ساور أنه لا يفضل الظهور في الإعلام، نظرا لاكتظاظ جدول أعماله اليومية بالعمل لمدة 14 ساعة يوميا، ولكنه يظهر في حفلات الأوبرا، مما دفع الصحف الألمانية لأن تلقبه ب "شبح الأوبرا"، كما أشارت بعض الصحف الألمانية إلى أن السيد ساور لا يرى ميركل تلميذته في معمل الفيزياء ولا في منصب المستشارية، وإنما يراها زوجته التي تطهو له حساء البطاطس وكعكة البرقوق في العطلات. الرجل الأول في ألمانيا لا يفضل الظهور كثيراً إلى جوار زوجته، ليس بسبب الغيرة، وإنما لأنه يراها تنفذ واجباتها كأقوى امرأة في العالم. صحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية كانت قد وصفت يواكيم ساور بأنه "أهم شخصية ثانوية" فى ألمانيا، حيث قالت إنه يؤدى دوره الثانوى فى السياسة "باقتدار" وقد أثبت ذلك فى مناسبات عديدة، منها أنه خلال إحدى قمم الناتو، تولى مسئولية الإشراف على برنامج زوجات الرؤساء ورؤساء الحكومات المشاركة ومن بينهن ميشيل أوباما وكارلا برونى زوجة الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى. سعادة هادئة ورغم أن ميركل، هو الاسم الذى احتفظت به المستشارة الألمانية واسمها الأصلى هو انجيلا دوروثيا كاسنر، من زوجها الأول الذى انفصلت عنه عام 1981، إلا أن علاقتها بيواكيم ساور كانت الأقوى منذ أن تعرفت عليه لأول مرة فى نفس عام طلاقها وحتى زواجهما عام 1998. ولم تنجب ميركل أطفالا، لكن زوجها لديه ابنان من زواج سابق. ويعرف عن يواكيم ابتعاده التام عن الأضواء حيث أنه لا يتحدث إلى الصحافة على الإطلاق، ولا يظهر كثيرا مع زوجته إلا فى مرات قليلة منها الحفل السنوى للأوبرا الذى يذهبان إليه سنويا. لكن برغم هذا، فإن أنجيلا تحضر مع زوجها بانتظام مهرجانات الشعر الغنائى الذى يجمع بينهما عشقه، سواء داخل ألمانيا أو خارجها... ولا تتحدث ميركل كثيرا عن زوجها، لكنها قالت ذات مرة إنهما لا يتحدثان باستمرار عن السياسة غير أنه يبقى مستشارا جيدا بشكل غير مباشر. وإلى جانب الشعر، فقد جمعت دراسة العلوم بين ميركل وزوجها، وبينما حصلت هى على دكتوراه فى الفيزياء قبل التحاقها بالعمل السياسى، فإن زوجها تخصص فى دراسة الكيمياء، ويعد من العلماء المشهورين فى هذا المجال وحصل خلاله على عشرات الجوائز. وتقول الإذاعة الألمانية إنه عندما سادت بعض الإشاعات فى عام 2015 بأن ميركل ربما تحصل على جائزة نوبل للسلام بسبب ترحيبها للاجئين، تحدث البعض عن أن زواجها يواكيم ساور ربما يحصل على نوبل للكيمياء. الحب والسياسة في عام 1989، أي في العام الذي انهار فيه جدار برلين، كانت أنغيلا ميركل ذات الابتسامة الخجولة، وزوجها مستقبلاً يوكيم ساور، عالمين في أبحاث الكيمياء. حيث التقطت لها صورة في المدرسة الصيفية البولونية، وكانت ابتسامة ميركل الخجولة، رغم أنها في سن 35 عاماً، تكذب طموحاتها الفولاذية. وفي العام ذاته، دخلت عالم السياسة، حيث عملت متحدثة باسم أول حكومة منتخبة في ألمانيا الشرقية. لكن القصة مختلفة تماماً هذه الأيام، إذ إن المستشارة ميركل، التي يبلغ عمرها الآن 65 عاماً، تغيرت عما كانت عليه في صغرها، وزاد وزنها، في حين أن زوجها عالم الكيمياء لايزال يبدو أنيقاً في بدلته. وماذا عن حياة انجيلا الآن؟ في أيام العطل تتبضع ميركل بنفسها في بلدتها وتجر بنفسها عربة التبضع وتتحدث مع الناس إذا ما كان الوقت والوضع يسمحان، كما تعترف بأن حلمها كان أن تصبح راقصة بالية على الجليد مع أنها تعرف أنها لا تستطيع إتقان مثل هذه المهنة، لذا تقول: «كنت أتمنى أن أمتهن مهنة لا أستطيع امتهانها، وعندما كانت طفلة تمنت أن تصبح بائعة مثلجات وآيس كريم». ومن أهم رحلاتها الغريبة في شبابها تلك التي قامت بها عبر أرمينيا وجورجيا وأذربيجان وحتى روسيا بحقيبة ظهر صغيرة إما مشيا على الأقدام أو بتوقيف السيارات للصعود فيها. وهي من أفضل السياسيين الألمان حيث تمكنت من الفصل بين العائلة وعملها، ففي الوقت الذي كان لزوجة المستشار الأسبق شرودر مكتبا في المستشارية، فإن زوج ميركل أستاذ الجامعة لا يملك حتى كرسي أو طاولة هناك. ! تعيش أنجيلا ميركل في الطابق الرابع وتتسوق وحدها وراتبها 240 ألف يورو ولقد اهتمت الصحف الألمانية من جديد بالبحث في الجوانب الخفية في حياة فتاة ألمانيا الشرقية التي نجحت في الوصول إلى أرفع منصب سياسي في البلاد ، بل والحفاظ عليه لفترة ثالثة. فلقد اختيرت ضمن التصنيفات النسائية بأنها المرأة الأكثر نفوذا وقوة في العالم... ونشرت صحيفة «بيلد» الألمانية واسعة الانتشار في موقعها الإلكتروني، مجموعة من الصور النادرة للمستشارة في طفولتها وشبابها ، كما قالت عنها إنها «تفكر مثل الكمبيوتر وعندما تجلس إلى جوارها لا يتوقف هاتفها المحمول من طراز نوكيا 6131 عن الذبذبة». وتبعث ميركل بنحو 50 رسالة قصيرة عبر المحمول في اليوم، كما أنها لا ترتدي خاتم زواج ، رغم أنها متزوجة من أستاذ الكيمياء يواخيم ساور، وليس لديهما أطفال. وتعيش ميركل مع زوجها في الطابق الرابع من أحد المباني، ويسكن تحتها حراسها كما أنها من عشاق موسيقى ريتشارد فاغنر. وتتناول المستشارة ستة أكواب من القهوة في اليوم كما أنها تحب التنزه والنوم لساعات طويلة. تركيبة المستشارة الألمانية الأسُرية غريبة للغاية؛ فقد قررت الانفصال عن زوجها الأول دون إخباره، وتلا ذلك طلاقها منه، ويعتقد البعض أنها شعرت بالقيد، وهنا يقول زوجها السابق: «في أحد الأيام حزمت أنجيلا حقائبها وغادرت المسكن، لقد كان هذا قرارها الذي اتخذته من دون العودة إلي». وبعد أعوام تزوجت للمرة الثانية من أستاذ جامعي يكبرها بخمس سنوات وكان أبًا لأطفال صغار، فقرر الطلاق من زوجته وتزوج بها عام 1985، وما زالا حتى اليوم زوجين يعمل كل منهما في ميدانه، كما أنها لم تبد أي حزن على عدم إنجابها أطفالًا حتى الآن. ولم يرها أحد تقود سيارة حتى الآن لكنها مولعة بالغولف مع أن السيارة التي تستخدمها للعمل هي أودي، مما جعلها تكسر عادة كل المستشارين السابقين الذين يفضلون المرسيدس. وعندما تجد وقتا فإنها تستحم في بحيرة في بلدتها اكرمارك، لكن وبعكس الماضي حين كانت تستحم عارية في ألمانيا الشرقية فإنها تستحم بملابس السباحة. !