«الشروق» مكتب الساحل: قالت وجيهة الجندوبي في لقاء ب«الشروق» بعد عرض مسرحيتها «بيغ بوسة» بمهرجان سوسة الدولي أنها تحرص على احترام جمهورها وتقدر تكبّده لمشاقالتنقل والإنفاق لكي يحضر عروضها وهي لا تساوم في قيمة العمل الذي تقوم. وأضافت وجيهة قائلة «لا أستطيع أن أغش الجمهور بأي مضمون مسرحي دون قيمة فنية بل أحرص على الإجتهاد في تقديم عمل في المستوى ومادمت في المسرح لا يهم إن كان فرديا أو جماعيا لافرق عندي بين النوعيتين مادمت محافظة على المقومات الفنية للعملية المسرحية وأستمد الشخصيات من أعماق نفسي لأني لا أعيش في برجي العاجي بل أتنقل مثل أي مواطن تونسي وألتقي بالناس في كل مكان وبالتالي انا متشبعة بمختلف الفئات الإجتماعية وألاحظ تصرفاتهم وخصوصياتهم وأتأثر بهم وعند الكتابة أستحضر مختلف هذه النماذج لذلك يكون تأثيرهم قوي على الجمهور لأني أؤديها بكل دقة وصدق»، وردا على سؤال إن كان إستمرارها في تقديم عروض في المسرح الفردي قد يصعب على الجمهور تقبلها لو عادت إلى المسرح الجماعي أو قد يجعل مثل هذه العروض الفردية مستهلكة أكثر ويقلص من متابعة الجماهير لها أجابت وجيهة «لا أظن ذلك ما دمت أمارس في المسرح بمقوماته الفنية وبكل حب وصدق فلن يقلق مني الجمهور ربما في حالة وحيدة إذا شعر أني أقدم له أي شيء دون إتقان وإجتهاد وهذا مستحيل أن أقوم به لأن المسرح هو سلاحي وحلمي ونفسي «،وحول التركيز على موضوع المرأة في كل المسرحيات التي أنجزتها في نوعية «الوان مان شو» من «مدام كنزة»،«العفشة مونامور»،وصولا إلى «بيغ بوسة» قالت وجيهة «المرأة موجودة في كل تفاصيل حياتنا ولا يمكن أن لا أتحدث عن المرأة في مسرحياتي ليس بمنطق جنسوي لأنّي إمرأة ولكن لأنها عنصر يتأثر ويؤثر في المجتمع فعندما ألاحظ حجم المعاناة التي تعانيها النساء ومدى تضحياتهن في الحياة ومن أجل المحافظة على أسرهن لا يمكن لي أن لا أتحدث عنهن «، هذا وكانت وجيهة قد قدمت عملها الجديد «بيغ بوسة» أمام جمهور غفير بمسرح الهواء الطلق «سيدي الظاهر « بسوسة مساء الأربعاء ومقارنة بالعروض الأولى للمسرحية والتي تابعتها «الشروق» فقد تم التقليص في المدة الزمنية للعرض مع إضافة بعض الإشارات المواكبة للأحداث مثل انقطاع الماء في العيد ،السياسيون الذين يلتجؤون إلى ملقّن في تواصلهم مع وسائل الإعلام إلى جانب إضافة بعض الإيحاءات الجنسية على مستوى بعض الألفاظ والوضعيات، عرض «بيغ بوسة» شد الجمهور الحاضر إلى النهاية وتفاعل مع مختلف الوضعيات الكوميدية وأيضا الدرامية بالتصفيق الشديد، الإنصات والضحك أمام ممثلة إستثنائية تمتلك الركح حضورا وخطابا وتتقن تقمص الشخصيات دون الرجوع إلى ملامح شخصيات قد أنجزتها سابقا بارعة في الإرتجال والتعامل مع الجمهور بكل ذكاء مرسخة خصوصية إبداعية عرفت شركة الإنتاج التي تحتضنها كيف تستثمرها وتضعها في الإطار المناسب كممثلة برتبة نجمة.