عبّر عدد من متساكني مدينة قربة من ولاية نابل عن استيائهم من تعطل عمليات رفع الأوساخ وفضلات أضاحي العيد منذ أكثر من أسبوع، مما تسبب في انتشار الحشرات والروائح الكريهة بالأنهج والشوارع، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل لإيجاد حل لهذا الإشكال. وعبروا اليوم الجمعة، في تصريحات متطابقة ل(وات)، عن تخوفهم من تراكم الأوساخ وخاصة الفضلات الحيوانية المتمثلة في جلود الأضاحي في عديد الانهج والمصبات العشوائية على غرار نهج حسان بلخوجة والطاهر بن عاشور وما يمكن أن تسببه هذه الفضلات من إشكاليات صحية وبيئية. وتحدث أحد المواطنين (شاكر شعبان) عن انتشار الأوساخ والفضلات الحيوانية في عديد الشوارع والانهج منذ يوم عيد الإضحى وما نتج عنه من روائح كريهة تقلق راحة المتساكنين والمصطافين على حد السواء، بالإضافة إلى ما تسببه من تشويه لجمالية المدينة. من جانبه، أرجع مواطن آخر (محمد الماجري)، مسؤولية ما آل إليه الوضع إلى البلدية، متهما إياها بالتقصير في مجال النظافة والعناية بالمحيط، كما اشار إلى ان المواطنين اظطروا الى حرق الفضلات المتراكمة للتقليص من الروائح والحشرات التي اجتاحت شوارع المدينة وأنهجها. وعبر في السياق ذاته، عن شعوره بالأسف والحسرة لما آلت إليه مدينة قربة رغم نداءات الاستغاثة التي أطلقها عدد من المواطنين بصفة مباشرة وعبر صفحات التواصل الاجتماعي أمام صمت متواصل للجهات المعنية، وفق قوله. ووصفت رئيسة الجمعية التونسية لحماية الطبيعة والبيئة بقربة، هدى بوفايد، الوضع البيئي بالكارثي، لافتة الى ان المسؤولية مشتركة بين المواطن والسلط البلدية لاسيما وأنه كان على مصالح البلدية وضع خطة عمل مسبقة لتفادي مثل هذه الإشكاليات التي أثرت سلبا على الوضع البيئي. وبخصوص الحملة الوطنية لثمين جلود الأضاحي، اعتبرت ان هذه الحملة لم تكن ناجحة نظرا لان انخراط المواطنين بها كان دون المأمول، بالاضافة الى ان كمية الجلود المجمعة أيام العيد لم يتم رفعها الى حد الآن، حسب تقديرها. في المقابل، أوضح رئيس بلدية قربة، عبد اللطيف بوطريف، أن تعطل عمليات رفع الفضلات خلال الأيام الفارطة يعود بالأساس إلى أن المصب كان مغلقا لأيام، بالاضافة إلى عدم إمكانية الوصول إلى المصب يوم الاحد بسبب غلق المواطنين للطريق احتجاجا على انقطاع مياه الشرب، على حد تعبيره. وأكد، في سياق متصل، أن مصالح البلدية تواصل القيام بحملات نظافة بمختلف شوارع المدينة وخاصة النقاط السوداء لتجاوز هذا الوضع، مشددا على غياب ثقافة المواطنة القائمة على تحمل المواطن لمسؤوليته في الحفاظ على البيئة باعتبار أنه يجب أن يساهم بقدر كبير في الحفاظ على نظافة المدينة.
