النغم الخالد «3» أدرك الاب ان عليه ان يرعى موهبة ابنه الذي يطلب المزيد رعاية خاصة فاخذ يلقنه الموشحات والادوار القديمة الشهيرة لمحمد بن عثمان وعبده الحامولي والقباني والشيخ المسلوب، ثم عهد له الى مدرس ليدرسه العزف على الة العود وهو الأستاذ محمد شعبان الذي يعمل مدرسا للموسيقى في مدارس المنصورة الإعدادية ولكن... هل استطاع رياض ان يوفق بين المدرسة وكل هذه الأمور؟ يقول رياض السنباطي «...في سن العاشرة اصبت بمرض في عيني احتار الطبيب المعالج في تشخيصه ليكتشف انه مرض عصبي لا علاج لهالا التجول في البلاد ... وهكذا قدر لي ان اترك المدرسة وان اصطحب والدي في رحلاته الى الأقاليم ...» كانت فرحة رياض لا توصف بمغادرة المدرسة نهائيا لينصرف كليا الى الموسيقى والغناء اللذين يملكان عليه كل مشاعره واحاسيسه ووجدانه اكتشف الاب صوت ابنه الرقيق الدافئ في الحفلات التي كان يشاركه الغناء فيها ولما كان الاب قد عانى من ظروف مهنته الشيء الكثير، فقدا أراد لأولاده مهنا أخرى غير الموسيقى، كان يريد لهم ان يستمروا في الدراسة ويحلم ان يصبحوا ذات يوم من أصحاب الشأن في وظائف الدولة وانم يفخر بهم في مجالسه بين الأصدقاء و المعارف وعندما هم بإعادة رياض الى المدرسة استعان هذا مع أخيه فريد السنباطي، الذي أصبح بعد ذلك عازفا على الة القانون بأمهما على الاب، فاستطاعوا جميعا ان يقنعوه بالعمل معه استسلم الاب على مضض ورضخ للأمر الواقع فرياض أصبح عازفا ومغنيا على الرغم من صغر سنه، وفريد سيغدو هو الاخر عازفا بارعا على الة القانون اكتملت ثقافة رياض السنباطي الموسيقية التقليدية بفضل ابيه الذي علمه ما يعرف من فنون الأوليين والمعاصرين وبفضل محمد شعبان الذي لقنه اسرار العود والغناء حتى عدا عازفا بارعا متميزا له خصائصه وشخصيته ومطرب ينتظر مستقبلا سعيدا عندما استقر الاب محمد السنباطي في المنصورة اقلع نهائيا عن احياء الموالد وكون فرقة موسيقية صغيرة كان هو عمادها بالذات وانصرف من خلالها الى التلحين والغناء حتى غدا أشهر مطرب وملحن فيها وكان يلبي حفلات الافراح الخاصة والعامة في المنصورة وفي ضواحيها لقاء اجر معلوم، فيغني بعضا من ألحانه الى جانب الحان المشاهير من معاصريه غير ان إصراره على البقاء في المنصورة قصر شهرته عليها وعلى ما جاورها.