الشروق – مكتب الساحل : اختتمت مساء اول امس الثلاثاء 20 أوت فعاليات الدورة 61 لمهرجان سوسة الدولي بعرض يندرج ضمن المشاريع الموسيقية المتكاملة بإنتاج خاص من ألحان الموسيقار خالد سلامة وأشعار الشاعر الغنائي المولدي حسين تحت عنوان «جورنال» شارك فيه كل من منجية الصفاقسي و رحاب الصغير و أمين الدزيري الى جانب عدد من شبان المعهد العالي للموسيقى بسوسة . و حضر العرض الموسيقي عبد الرحمان العيادي والمطرب عدنان الشواشي كضيفي شرف . سبق العرض دقيقة صمت لوفاة المنتج السينمائي نجيب عياد تلتها فقرة تكريم لم تكن لفائدة وجوه ثقافية أو فنية حيث خيرت هيئة المهرجان أن تكرّم عاملين في المهرجان وهما حارسا مسرح «سيدي الظاهر» عبد الرزاق بوحرب والهادي الداموسي . انطلق العرض الذي قدمه الشاعر الغنائي المولدي حسين بحوار غنائي بين الفنانين الشابين أمين الدزيري و مروان الحربي يروي يوميات شاب من أصحاب الشهائد العليا يعاني البطالة ويفكر في الهجرة فيدخل في صراعات نفسية وعاطفية بين ما يشده إلى موطنه من علاقات التي تربطه بأمه وحبيبته وأصدقاءه وفي الأخير تثنيه أمه عن قراره...شخصيات تواجدت على الركح ونفذوا البناء السردي الذكي للأشعار غناء صحبة فرقة متميزة بقيادة الموسيقي محمد الرواتبي،رغم أنهم حادوا عن الدور المسرحي وخرجوا في العديد من المواضع عن شخصياتهم وهو ما يستوجب تعديله في قادم العروض ، وأقر به القائمان على العرض خالد سلامة و المولدي حسين في غياب مخرج مسرحي وقلة الإمكانيات المالية حسب تأكيدهما ، كما إشتكيا من الصعوبات التقنية التي برزت بقوة في العرض بسبب رداءة الوحدات الصوتية وهي نقطة ضعف كل العروض التي مرت في هذه الدورة من مهرجان سوسة الدولي فلا يمر عرض دون عراقيل على مستوى الصوت كما عبر القائمان على العرض عن ألم خفي بسبب عدم توزيع هذا العمل رغم قيمته الفنية الهامة وقال المولدي حسين «نخاف أن يقع إتهامنا أننا أطنبنا في الطابع الثقافي ، مثلما قال أحد المنشطين في إذاعة تونسية مشهورة في تبرير لعدم إستضافتنا للتعريف بالعرض قال عرضكم ثقافي برشة...! «. عبد الرحمان العيادي وعدنان الشواشي يعجبان ب«جورنال» أبدى الموسيقي عبد الرحمان العيادي إعجابه بالمضمون الشعري والموسيقي لعرض «جورنال « قائلا «للأسف الكوميديا الموسيقية مفقودة في تونس ولكن كموسيقيّ شاهدت هذا العمل مرتين وأعجبت به كثيرا على مستوى الكلمة واللحن التي كانت في مختلف القوالب ،فهذا العمل هو درس في الأعمال الفنية فلو يتجزّأ إلى أجزاء سيترك لنا ثماني أو خمس من أجمل الأغاني ،وبحكم العمل المتقن بين الشاعر والملحن ربما طغى الجانب الموسيقي على حساب الجانب المسرحي، وما تاسفت له هو الوضعية الرديئة للوحدات الصوتية فالفنانون لا يسمعون أنفسهم إلى جانب رداءة الصوت عموما حتى الواصل إلى الجمهور إلى درجة أني سألت عن مكان تقني الصوت للذهاب إليه وإشعاره بذلك فعرض الليلة عرف صعوبات على هذا المستوى إضافة أنه ينقصه مخرجا و لا ننسى أنه تنقصه الإمكانيات المادية فلم يتقاضوا حتى مستحقاتهم المالية في العروض التي قدموها قبل عرض سوسة في مدينة الثقافة وفي منزل بوزلفة فهذا العمل سنخسره في تونس لأنه لم يقع ترويجه رغم قيمته الفنية «،وقال الفنان عدنان الشواشي «عرض «جورنال» محبوك لحنا وكلمة مع نقص في بعض التفاصيل الدقيقة وأيضا نقص على مستوى الإخراج المسرحي ، ولكن موسيقيا وشعريا كان على درجة عالية من الحرفية وكنت سعيدا جدا بمشاهدته»، العرض نال ايضا إعجاب الجمهور الحاضر رغم عدم حضوره بالكثافة اللازمة والذي أكّد تعطشه للإنتاجات الجديدة وحسن تذوقه للفن الأصيل من خلال عمل ضم أصواتا متميزة ونخبة من العازفين البارعين شابة أكّدوا أن لهم مستقبلا فنيا كبيرا وعلى رأسهم المبدعان خالد سلامة والمولدي اللذان قبلا المجازفة مثلما تعودا ذلك وراهنا على مشروع موسيقي بكل ما في الكلمة من إجتهاد ورؤية وتكوين بعيدا عن النزعة التجارية محترمان الجمهور ومستواهما الفني الراقي مؤكّدان أنهما لا يساومان في القيمة الفنية . نسخة جديدة لأغنية «إحكيلي عليها يا بابا « «مكاني هو بين الجمهور ولكن باقتراح من صديقي خالد سلامة والمولدي حسين سأغني دون تحضير مسبق» هكذا عبر المطرب الأصيل عدنان الشواشي بعد نهاية عرض «جورنال» طلب إن كان هناك بين الجماهير طفلة تحفظ أغنية «احكيلي عليها» وأمام إستحالة ذلك أدى هذه الأغنية صحبة المطربة المتميزة رحاب الصغير فتفاعل معها الجمهور بالغناء والتصفيق .