هو أحد الأصوات الأصيلة التي نهلت من الطبوع والمقامات التونسية، تلميذ نجيب في مدرسة الرشيدية استطاع على امتداد مسيرته التي جاوزت الثلاثين سنة من نحت مشروع غنائي متفرد بطابعه الخصوصي الذي ينهل من الأصالة التونسية ونهجها الابداعي. الزين الحداد أصيل القيروانالمدينة جذورها في أعماق التاريخ، دقيق في اختياراته وتوجهاته الغنائية مضمونا وإبداعا عنوان الاعتزاز بالهوية الوطنية. الزين الحداد هذا الصوت الشادي بأحلى النغمات.. عاد بالذاكرة إلى أواخر ثمانينات القرن الماضي عندما اتصل عبر الهاتف بالملحن عبد الكريم صحابو سائلا ان كان عنده لحن لإحدى الأغاني وجاء الجواب السريع تحت ذمتي لحن يناسب خصوصيات صوتك، وعلى التوّ تحول الزين الحداد حيث مقر عبد الكريم صحابو الذي قدم له «جفنك نعس محلاه».. نص الشاعر عبد الصمد كورشيد، شده إلى اللحن التنوع في المقامات حيث ان كل مقطع كان له لحنه الخاص: الحجاز ثم البياتي.. ثم إن المفردات والمضمون العام للأغنية من صميم خصوصيات المجتمع التونسي، فهذه الفاتنة صاحبة الشعر الغزير والطويل وجمال عربي أصيل أسرت بنظراتها الفاتنة حبيبها الذي عشقها وأحبها بجنون. يقول الزين الحداد: أحببت في هذه الأغنية صورها الشعرية وأسلوبها اللحني القريب جدا من أسلوب الراحل علي الرياحي دون الانصهار الكامل فيه حيث أعطى عبد الكريم صحابو ل«جفنك نعس محلاه».. طابعا نغميا متفردا لا يتقنه إلا هو ويضيف الزين الحداد: هذه الأغنية التي أعتز بها كثيرا هي الوحيدة التي جمعتني بالشاعر عبد الصمد كورشيد والملحن عبد الكريم صحابو والتي يبقى لها حضورها الخاص في مسيرتي الغنائية.» عبد الكريم صحابو ملحن ملأ الصفحات الاولى للجرائد والمجلات في الثمانينات فعلى امتداد تلك الفترة من القرن الماضي كتب عبد الكريم صحابو أروع الألحان التونسية وصنع مجد العديد من الأصوات الغنائية: نجاة عطية وسوسن الحمامي-شكري بوزيان وسندس طاقة ونوال غشام وعبد الوهاب الحناشي وفائزة المحرسي وزينة التونسية وثريا عبيد وغيرهم كثير.. قبل أن ينسحب بقرار اختياري منه ويتفرغ إلى تعليم الموسيقى وأصولها وعلى امتداد ثمانينات القرن الماضي كان عبد الكريم صحابو الملحن صاحب المبادرات الفنية الابداعية الرائدة.. كان المبادر ببعث مجموعة موسيقية تقدم ألحانه عبر المهرجانات الصيفية تقليد إبداعي سار على هديه الكثير من الفنانين، لكن بقيت لبادرة عبد الكريم صحابو نكهتها الخاصة والشاعر عبد الصمد كورشيد من جيل الثمانينيات الفني.. صنع مع الملحن عبد الكريم صحابو وغيره جزءا هاما من الحركة الفنية لتلك الفترة... أثث برامج نجيب الخطاب وكتب كل «جينيريكاتها» وكان وراء بروز عديد الاصوات الغنائية ووراء أول فوازير تونسية لعائدة بوبكر رفقة رؤوف كوكة. انسحب من الساحة فترة واستقر بالجنوب ولكنه ظل يتواجد عبر أعمال متفرقة مع الملحن لزهر شعير. من أشهر أغانيه التي كتبها: جفنك نعس محلاه، ميحي مع لرياح، مازلت صغير، شمسك يا تونس، زيد احكيلي، مالو الحمام. جفنك نعس محلاه نص: عبد الصمد كورشيد ألحان: عبد الكريم صحابو أداء: الزين الحداد جفنك نعس محلاه يا سهرانة طاب السهر للعيش وأنت معانا ٭ ٭ ٭ طاب السهر في الليل بيني وبينك نشوف المودّة الخالصة في عينك عيش مع الأحلام هذا حينك يا اللي ملكت الروح غنى معانا ٭ ٭ ٭ شعرك رماه الريح فوق جفونك ولاح الغزل مرسوم بين عيونك وضو القمر في الليل واتى لونك طاب السهر للعين يا نعسانة ٭ ٭ ٭ جفنك نعس محلاه يا سهرانة