في ظلّ الفوضى العارمة داخل جامعة الكرة، تحوّل المنتخب إلى «سُوق» مفتوحة يتسابق فيها عشرات المُدربين على خِلافة «آلان جيراس» وذلك بمُساعدة من الدخلاء والوسطاء والجهات المُؤثّرة في قرارات وديع الجريء. وقد اتّسعت لائحة المُرشحين لقيادة المنتخب بشكل كبير حتى أن البعض يخشى أن يُحطّم عدد المُتنافسين الأرقام القياسية ويبلغ سقف المائة كما حدث في انتخاباتنا الرئاسية. وفي ذلك «تشليك» لهذا المَنصب الرّفيع والذي مرّ منه عامر حيزم وعبد المجيد الشتالي وتوفيق بن عثمان ومراد محجوب و»هنري كَاسبرجاك» و»روجي لومار» وهو آخر المدربين الناجحين و»المُحترمين» في الفريق الوطني. لائحة المُرشحين تضمّ عمّار السويح والمنذر كبيّر وشهاب اللّيلي ونبيل معلول وسامي الطرابلسي وحتى راضي الجعايدي الذي قُلنا مرارا وتكرارا إنه قد يصلح لتولي خطّة مساعد أومدير رياضي أمّا أن يصبح مدرب الشبان بين ليلة وضُحاها قائدا لمنتخب الأكابر فهذا من المُجازفات الخَطيرة ولو أن مسؤولا مُستبدّا وغريبا مثل الجريء نَتوقّع منه كلّ شيء بما في ذلك فرضية تكليف معلول بقيادة المنتخب للمرّة الثالثة في ظرف ست سنوات أوأيضا امكانية منح شهادة اقامة دائمة لماهر الكنزاري الذي كان من المفروض أن يغادر الجامعة في نفس اليوم الذي ودّعنا فيه «جيراس». الخَطير أن هذه التَرشيحات الكثيرة والمُتزايدة بشكل مُتسارع اخترقت كواليس الجامعة والصّحافة الرسمية لتكتسح مواقع «الفايس بوك» حيث تُوظّفُ بعض الصّفحات ملف المدرب الوطني للتأثير في قرارات الجامعة وترجيح كفّة مُرشّح بعينه لغايات في نفس يعقوب. ولا يخفى على أن عدّة فنيين يُراهون على «المَاكينات» الإعلامية والصّفحات «الفايسبوكية» المأجورة لينتزعوا مقاعدهم في المنتخبات والجمعيات التي بان بالكاشف أن جُلّ مسؤوليها يعيشون تحت تأثير مواقع التواصل الاجتماعي (هذه الحقيقة تبرز للعيان في التعاقدات مع اللاعبين والمدربين أوأيضا أثناء التخلي عنهم). والحقيقة أن الفوضى الحَاصلة في ملف المدرب الوطني تتحمّلها الجامعة التي كان من المفروض أن تكلّف أهل الذّكر بتجهيز البديل وتسليمه مَهامه بمجرّد رحيل «جيراس» بدل فتح الباب لهذه الترشّحات العَشوائية وما يُرافقها من قيل وقال حول «حكومة الظل» التي ستكشف عن «المهدي المُنتظر» بالتَنسيق مع الجريء ودون الرجوع إلى المكتب الجامعي الذي يعرف القاصي والداني أنه «صُوري» وخاضع للحكم الفردي: أي لسلطة وديع الجريء «العَابث» بالكرة التونسية وسط «استقالة» الوزارة واللّجنة الأولمبية والدّولة نفسها.