مع اقتراب موعد الانتخابات داخل الكيان الصهيوني والمبرمجة لأواسط الشهر القادم يفقد رئيس حكومة الكيان صوابه.. ويهرول نحو اشعال حرب شاملة في الشرق الأوسط لا لهدف إلا لترميم حظوظه في الاستحقاق الانتخابي بعد الفضائح وتهم الفساد التي طالته في الأشهر القليلة الفارطة... فقد تكدّست النّذر والمؤشرات في المنطقة من بغداد إلى دمشق وصولا إلى الجنوب اللبناني.. وقد شهدت محافظاتالعراق عدّة ضربات صهيونية بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع ومخازن ذخيرة تابعة للحشد الشعبي. كما شهدت محافظة دمشق مؤخرا وعدة مدن سورية أخرى في الفترة الماضية ضربات صهيونية استهدفت مواقع زعم الكيان أنها تعود لتشكيلات إيرانية أو موالية لإيران في إشارة إلى حزب الله اللبناني. والخيط الرابط بين كل هذه الخطوات الاستفزازية هو ارسال إشارات باتجاه طهران ومحاولة استدراجها إلى مواجهة مباشرة تفضي حسب المخططات الصهيو أمريكية إلى إسقاط النظام في إيران وإلى تدمير مواقعه وقدراته النووية على أدنى تقدير.. وهي السبب الحقيقي والمباشر الذي يؤرّق الصهاينة، والأمريكان والغرب عموما ويوحّد الجمع خلف رواية منع إيران من حيازة سلاح نووي رغم أن طهران ما فتئت تعلن سلمية برنامجها النووي وعدم تخطيطها لحيازة هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل... ماذا يريد نتنياهو تحديدا وهل يقامر فعلا باشعال نار حرب شاملة يدرك سلفا بأنها سوف تطال هذا الكيان الغاصب والمحتل لفلسطين وقد تلحق به أضرارا يصعب تجاوز آثارها وتبعاتها؟ والجواب لا يمكن أن يكون إلا بالنفي. لأن نتنياهو يدرك هذه الحقيقة وغاية ما في الأمر أنه يكرّر هذه الضربات الاستعراضية بهدف تسويق صورة «القائد الحازم» في الداخل الصهيوني.. وكذلك بهدف تسجيل نقاط في حرب الارادات التي تخوضها مع محور المقاومة ممثلا في سوريا وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي ومن ورائهم إيران... لكن رئيس حكومة الكيان ينسى أو يتناسى حقيقة أنه يلعب بالنار عندما ينخرط في لعبة استفزاز محور المقاومة واختبار قدرات الجيش العربي السوري ومناضلي حزب الله المقاوم على الردّ وعلى توجيه ضربات موجعة في الداخل الصهيوني ردّا على هذه الاعتداءات والاستفزازات المتكرّرة. ذلك أن الجيش العربي السوري الذي واجه مؤامرة عالمية نفذها التحالف الصهيوني الأمريكي وأجهضها من خلال تدمير أدواتها من دواعش وحتى قوى شرّ اقليمية هذا الجيش بات يملك من الجرأة والتجربة والاقتدار ما يمكنه من التعاطي مع هذه التهديدات بالشكل المطلوب. تماما كما أن حزب الله اللبناني وهو الخبير في إلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال بات يملك من القدرات ما يمكنه من نقل المعركة إلى داخل الكيان كما توعّد بذلك زعيم هذا الحزب السيد حسن نصر الله. هل يراجع نتنياهو دروس خيباته وانكساراته ويقرأ المشهد الاقليمي وتحولاته جيدا قبل اشعال فتيل حرب لن يكون هو من يطفئها؟ سؤال على الكيان البحث له عن إجابة قبل التمادي في هذا النهج العدواني المغامر.