تتميز منطقة الفايجة بمناظر طبيعية خلابة، وتتواجد في المحمية أنواع نادرة من الحيوانات والزواحف، وفي مقدمتها الأيل الأطلسي وعديد الجوارح والنباتات، ما يجعلها وجهة للسياحة الإيكولوجية التي تجلب الكثير من الزوار علي امتداد كامل السنة، للاستمتاع حينا بالثلج الذي يغطي المنطقة شتاء، وحينا آخر بالطقس العليل صيفا طقس معتدل المحمية أُحدثت في 1990، وهي جزء من غابة الفايجة التي تمتد على 16 ألف هكتار وتمثل جزءا من سلسلة جبال خمير". تتميز المنطقة بمناخ متوسطي رطب في الشتاء يمتد من أكتوبر إلى شهر مارس، وبكميات من الأمطار معدلها سنويا بين 1200 و1500 مليمتر، وأحيانا أكثر خلال السنوات الممطرة، كما تنزل فيها الثلوج سنويا بسمك يبلغ في المرتفعات مترا، لكنها تذوب في ظرف أسبوع" و"يقابل هذه البرودة ارتفاع في درجات الحرارة خلال فصل الصيف وتحديدا في شهري جويلية و اوت ، حيث تصل معدلاتها الدنيا إلى 23 و29 درجة، أما القصوى فتفوق 40 درجة، خاصة عند هبوب ريح الشهيلي (ريح السموم)". ولعل أبرز ما يميز محمية الفايجة حيوان الأيل البربري الذّي أنشئت لحمايته من الانقراض، بالإضافة إلى ما تتسم به من تنوع بيولوجي، فهي فسيفساء من غابات أشجار الزان والفرنان التونسية التي تصنف بكونها من أفضل الغابات في العالم. والأيل البربري هو نوع من عائلة الأيليات التي تعيش في شمال أفريقيا، وله عظام على رأسه تسمى القرون المتساقطة.. ثروة السلطات التونسية أعلنت منذ عام 1963 غابة الفايجة محمية يمنع فيها صيد جميع أنواع الحيوانات لحماية الأيل الذي يعدّ آخر قطيع في شمال أفريقيا.. ففي تلك الفترة كان العدد 17 أيلا ليصبح في السبعينات 200 أيل ويصل العدد اليوم إلى ما بين 250 و300 أيل". وتتمتع المحمية بمسالك بيئية تعمل إدارة الغابات على تهيئتها وتطويريها لفائدة كل من هو شغوف بالطبيعية، كما أن هناك تشجيعا على التربية البيئية، " ولا يمكن لزائر الفايجة أن يعبر من هناك دون الوصول إلى أعلى نقطة فيها وهي "كاف نقشة"، وهي بمثابة برج مراقبة يعلو صخرة ضخمة يصعد إليها الزائرون عبر درج منحوت فيها، ليظهر لهم من الأعلى مشهد الغابة بأكملها كما تتراءى لهم بعض المدن الجزائرية الحدوديّة. ويزور محمية الفايجة في العام الواحد اكثر من 10 آلاف زائر بينهم عائلات وطلبة وأساتذة باحثون، ا. ومحمية الفايجة تزخر بثروة مائية هامّة وبعدد وافر من الأودية والعيون إذ يتحول جزء من تساقطات ومياه الأمطار وذوبان الثلوج إلى مجار مائية مختلفة الأحجام والأدفاق، وتتجمع خاصة أثناء الشتاء في شكل أودية، بينما تصب الأودية والمجاري بالجهة الغربية للحديقة في المنطقة الرطبة التابعة لجهة القالة الجزائرية. أما الجزء الآخر فيتسرب ببطء عبر طبقات الأرض لييغذي مائدة المياه الجوفية التي تتدفق منها عيون نقية وتساهم في إثراء الحديقة سواء بتوفيرها لمياه الشرب اللازمة للحيوان أو بتكوين منظومات بيئية رطبة مثل مستنقع عين تاش. وتؤوي المحمية، وفق تقارير تونسية، 25 نوعا من الثدييات أبرزها الأيل و70 نوعا من الطيور بين مقيم ومهاجر منها "الحريش" و"الكحيلة" وتعيش فيها 3 أنواع من طائر "النقار" و21 نوعا من الزواحف والبرمائيات.