تواصلت أمس المعارك العنيفة بين الجيش الليبي الذي يقوده خليفة حفتر ضد الميليشيات المدعومة من حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس ومدينة ترهونة (88 كلم شرق طرابلس) وغريان (جنوب العاصمة) وذلك في وقت كشفت فيه الاممالمتحدة أن هذا التصعيد يدفع نحو حرب أهلية شاملة . طرابلس (وكالات) أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن خشيته من أن «تغرق ليبيا في حرب أهلية»، ما لم تتخذ خطوات سريعة لإنهاء النزاع الدائر في محيط العاصمة طرابلس. وحذر غوتيريش في تقرير من إمكانية أن يتحول النزاع الحالي بين حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إلى حرب أهلية واسعة النطاق، إذا لم يتم فعل شيء على المدى القصير لوضع حد للصراع. وحث جميع أطراف النزاع على وقف القتال والعودة إلى طاولة الحوار السياسي، والتوقف عن استخدام الأسلحة والغارات الجوية على المناطق السكنية، لتفادي ضرر قد تلحقه بشكل عشوائي. وحسب الإحصاءات الأممية، لقي أكثر من ألف شخص مصرعهم وأجبر 120 ألفا آخرين على ترك مناطقهم بسبب الصراع الذي اندلع أوائل أفريل، مع بدء قوات حفتر زحفها نحو العاصمة طرابلس الخاضعة لسيطرة الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق. وعلى صعيد ميداني ، واصل أمس الجيش الوطني الليبي حربه ضد المليشيات في العاصمة طرابلس وفي مدينتي غريان وترهونة . وتلقت مليشيات طرابلس ضربات موجعة، خلال الأيام الماضية، بعدما باتت طائراتها التركية المسيرة في مرمى نيران الجيش الوطني الليبي، مما جعلها تستنجد مرة أخرى بالأتراك. وسافر وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، المقرب من تنظيم الإخوان ، إلى تركيا للقاء وزير الدفاع التركي خلوصي أكار. وقالت تقارير إعلامية إن الهدف من اللقاء كان مناقشة التعاون العسكري، مما يؤكد أن أنقرة غير آبهة بالحظر الدولي المفروض على توريد الأسلحة نحو ليبيا. وذكرت مصادر عسكرية ليبية أن تركيا تعتبر بوابة انطلاق مسلحين قادمين من تونس. حيث ينتقلون من هناك نحو مطار مصراته، فيما يصل مسلحون آخرون إلى ليبيا قادمين من إدلب السورية. ومن جانبها أعلنت قاعدة الوطية الجوية تحرك أرتال تتبع الجيش الوطني التابعة لحفتر بالمنطقة الغربية العسكرية باتجاه مدينة ترهونة، لأول مرة منذ اندلاع القتال في طرابلس. وأوضحت القاعدة في إدراج على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الأرتال تحركت بمساندة استطلاع سلاح الجو الذي قصف بعض الاهداف العسكرية التابعة للميليشيات. وفي مدينة غريان واصل الجيش محاصرة الميليشيات داخل المدينة وسط اشتباكات متقطعة بين الطرفين . ومن جهتها كشفت القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم»، عن دراسة موعد وعدد القوات التي ستعود إلى ليبيا، معربة عن قلقها من مد القتال والصراع الدائمين . وأوضح الناطق باسم «أفريكوم»، الكولونيل كريس كارنس، أن الوضع في ليبيا «مراقب بعناية». كما يجري العمل على حوار مكثف وشامل للعمل باتجاه حل سياسي في البلاد، خاصة أن «القتال والصراع الدائمين لهما القدرة على مد عناصر إرهابية في ليبيا بالأكسجين»، حسب تصريحاته لصحيفة الجيش الأمريكي «ميليتن تايمز» أمس الاول . وعلى صعيد سياسي قال رئيس مجلس النواب الداعم لحفتر المستشار عقيلة صالح إن أول خطوة بعد تحرير طرابلس هي تشكيل حكومة وحدة وطنية ، مستدركًا بأنه لا يمكن الوصول الى أي حل حاليًّا أثناء المعارك ولغة السلاح وفق ما أوردت امس صحيفة المتوسط الليبية.