تفاعل رياض السنباطي بشكل لافت مع ثورة 23جويلية 1952 مؤمنا بمبادئها وبما حققته من اجازات في ايامها الأولى، فكان ان لحن للثورة « صوت الوطن» و» منصورة يا ثورة الاحرار» و» يا جمال مثال الوطنية» و» لنا في النيل مقبرة للغزاة» .. وغيرها من الأغاني التي كانت الاحداث السياسية دافعا لها. كان للأحداث على المستوى العربي من بناء السد العالي الى الانتصارات على العدوان الثلاثي وقيام الوحدة بين مصر وسوريا وثورة العراق وثورة عدن في اليمن الجنوبي تأثير كبير على العطاء الفني فانصبت اعمال الشعراء وكتاب الاغنية والملحنين والمطربين على تمجيد الشخصية العربية من خلال الرمز العربي للامة العربية جمال عبد الناصر ومع قيام الوحدة تتالت عبقريات المبدعين من الملحنين في الأغاني التي أعطوا والتي تنضح بالبهجة والفرح، وكان اول هذه الالحان لمحمد عبد الوهاب الذي حشد له كل الإمكانات الفنية واذيع بصوته لأول مرة امام حشد جماهيري كبير صباح يوم اعلان الوحدة من احدى الساحات العامة، والاغنية هي « يالهي انتصرنا بقدرتك» التي الفها حسين السيد، ولكن الاغنية على الرغم من الفرقة الكبيرة لم تحقق النجاح المنتظر. في الثالث والعشرين من جويلية 1960وابتهاجا بعيد الثورة في إقليمي الجمهورية العربية المتحدة بدا التلفزيون في الاقليمين ببث برامجه لأول مرة، وافتتح التلفزيون في إقليم مصر برائعة السنباطي « بطل السلام « بصوت ام كلثوم، وكان نصيب السنباطي وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى لم يتوقف السنباطي عن العطاء بعد» اروح لمين» اذ اعطى بعد جوهرة زكرياء احمد العظيمة « هو صحيح الهوى غلاب» في سنة 1960 « اخر لحن لزكريا قبل وفاته»-لحن « لسه فاكر» وفي اخر موسم 1960,غنت ام كلثوم « الحب كدة» للسنباطي لتغدو نغما سائرا من وراء أسلوب زكرياء احمد الذي لجا اليه ليجعل من التطريب هدفا لا حدود له. واستهلت ام كلثوم موسمها الغنائي سنة 1961 بقصيد « ثورة الشك» ,وكانت تستعد لأداء « يا ظالمني» عندما اخبرها القصبجي بوفاة مجمود بيرم التونسي ,فطفرت الدموع من عينيها ثم سيطرت على عواطفها واستبدلت « يا ظالمني « ب « الحب كدة» ...وعندا خرجت الى المسرح وهدا التصفيق ,نعت برباطة جاش وكلمات مؤثرة بيرم التونسي حيث بكت وابكت الجمهور ثم انطلقت تغني « الحب كدة» كما لم تغنها من قبل تحية للشاعر العظيم. يتبع