جويلية 1956 كان لحظة فارقة في حياة الشعب المصري تحت قيادة زعيمه الخالد جمال عبد الناصر.. لحظة تاريخية فارقة انطلقت شرارتها يوم 19 جويلية بقرار الحكومة الامريكية سحب عرضها لتمويل السد العالي الذي أعلنت مصر إنجازه... وقد لاقى هذا القرار المفاجئ المساندة المطلقة من أنقلترا في اليوم الموالي. لم يكن أمام الزعيم الخالد جمال عبد الناصر سوى الأخذ بزمام المبادرة أمام الغطرسة الأمريكية فكان القرار التاريخي يوم 26 جويلية 1956 بتأميم شركة قناة السويس.. قرار استعادت من خلاله مصر سيادتها كاملة على هذه القناة البحرية ذات الأهمية الاستراتيجية العالمية.. قرار التأميم التاريخي اقترن باعلان استعداد مصر تسديد التعويضات عن المدة المتبقية من الامتياز لأنقلترا (12 عام) تنتهي سنة 1968 في تلك الفترة. لم يكن احد ينتظر أو يتوقع مثل هذا القرار التاريخي الذي فاجأ العالم بأسره بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا هذه الأخيرة وجدت الدعم المعنوي من حليفها الاستراتيجي أمريكا فبادرت بإعلان الحرب على مصر واستعانت في ذلك بفرنسا والكيان الصهيوني. كان عدوانا ثلاثيا تصدت له القوات المسلحة العربية المصرية بشجاعة نادرة فهي تدافع عن حقها المغتصب. سيادتها التي حاولت قوى البغي تدنيسها... وانتصر الحق بعد أن باء هذا العدوان بالفشل وأصبحت مصر صاحبة السيادة الكاملة في إدارة القناة التي فتحتها في تلك السنوات أمام جميع البواخر والسفن باستثناء بواخر الكيان الصهيوني. قناة السويس والخصوصيات قناة السويس عبارة عن مجرى مائي اصطناعي يمتد على طول 161 كيلومترا يربط بين المتوسط والسويس الواقعة على البحر الاحمر متيحة الملاحة بين أوروبا والشرق لتجنب قطع المسافة البحرية من طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا. وقد أشرف على حفر هذه القناة الديبلوماسي الفرنسي فرودينان دوليسيس الذي كان قنصلا في القاهرة. ويراوح عرض القناة بين 80 و150 مترا وعمقها أكثر من 12 مترا واشترك في حفرها اكثر من 40 ألف عامل مصري بإشراف ألف اختصاصي معظمهم من الفرنسيس. فتحت قناة السويس أمام التجارة العالمية يوم 17 نوفمبر 1869 تحت اشراف شركة معظم أسهمها تمتلكها بريطانيا من 1875 حتى القرار التاريخي بتأميمها يوم 16 جويلية 1956.